
بحث وزير التعليم العالي والبحث العلمي، مروان الحلبي، مع وفد من الجمعية الطبية السورية الأميركية (SAMS)، مشروع إنشاء مدينة طبية متكاملة في ريف دمشق، وذلك خلال اجتماع عُقد اليوم في مبنى الوزارة، بحضور رئيس مجلس إدارة الجمعية، عبد الفتاح الشعار، وعدد من أعضاء الوفد.
وأكد الحلبي خلال اللقاء أهمية المشروع كخطوة في اتجاه التنمية المستدامة وتعزيز التدريب الأكاديمي، مشيراً إلى استعداد الوزارة للتعاون مع الجمعية بالتنسيق مع وزارة الصحة، خاصة في ظل التخفيف من العقوبات، مما يفتح المجال لتوسيع الشراكات في القطاعين الصحي والتعليمي.
وشدد الوزير على دور الجمعية في دعم المشافي التعليمية، التي قدمت خلال العام الماضي أكثر من 12 مليون خدمة طبية، بينها 117 ألف عمل جراحي، معتبراً “سامز” شريكاً في دعم المنظومة الصحية والتعليمية في البلاد.
من جهته، لفت الشعار إلى أن الموقع الاستراتيجي لريف دمشق يجعل من المشروع نقطة وصل بين الجنوب والشمال، موضحاً أن الجمعية تشرف على 47 منشأة طبية في شمال سوريا، وتدير برامج متخصصة في أمراض السرطان والقلب والعناية المركزة، إضافة إلى معهد للتعليم والتدريب الطبي.
وقدّم مدير المشروع، المهندس مراد درويش، عرضاً أولياً لمخطط المدينة، مبيناً أنها ستتضمن منشآت طبية وتعليمية وسكنية، وستُصمم وفق معايير عالمية مستوحاة من تجارب في تركيا والولايات المتحدة، على أن يُدرس لاحقاً توسيع التجربة إلى محافظات أخرى.
وتسعى الجمعية، وهي منظمة غير ربحية تأسست عام 1998، إلى دعم المجتمعات المتضررة من الأزمات عبر توفير خدمات صحية وتعليمية مستدامة في سوريا والدول المجاورة.
وكانت الجمعية الطبية السورية الأمريكية “سامز” قد نظّمت، منتصف شباط الفائت، ورشة عمل بعنوان “فهم الاحتياجات والتحديات والفرص في قطاع الصحة في سوريا”، بإشراف وزارة الصحة السورية بإدارتها الجديدة، وعُقدت الورشة في فندق شيراتون دمشق.
ركّزت الورشة على عرض خطوط عريضة لتطوير العمل الصحي، من خلال نقل تجارب الدول الرائدة في مجال الرعاية الصحية، واستعراض التجربة المهمة للسوريين في الشمال السوري، ولا سيما في إدلب، والتي لم تقتصر على تقديم الخدمات الصحية الأولية والإسعافية، بل شملت أيضاً خدمات الدعم النفسي، وعلاج الأورام، ومعالجة ذوي الإعاقات، وتركيب الأطراف الصناعية، والمتابعة الصحية للأطفال والرضّع.