
وثقت الشبكة السورية لحقوق الإنسان وقوع أكثر من 1300 قتيل وجريح من جراء تصاعد أعمال العنف والاشتباكات في محافظة السويداء، بما في ذلك الهجمات الجوية التي نفذها الاحتلال الإسرائيلي.
وبحسب تقرير محدث نشرته الشبكة اليوم الإثنين، فإن ما لا يقل عن 558 شخصاً، بينهم 17 سيدة، و11 طفلاً، و6 من الكوادر الطبية، و2 من الإعلاميين، قُتلوا خلال الفترة من 13 حتى 20 تموز، إلى جانب إصابة أكثر من 783 آخرين بجروح متفاوتة.
وتشمل الحصيلة مدنيين ومقاتلين من مجموعات عشائرية محلية وخارجية، إضافة إلى عناصر من قوى الأمن الداخلي ووزارة الدفاع التابعة للحكومة السورية، بحسب ما أكدته الشبكة.
وأشارت الشبكة إلى أن هذه الحصيلة أولية وقابلة للتحديث المستمر مع ورود معلومات جديدة، مؤكدةً أن فرقها تعمل على تصنيف الضحايا حسب الجهات المسؤولة وصفاتهم بين مدنيين ومقاتلين.
وأوضحت أنها تعتمد في توثيقها على قواعد القانون الدولي لحقوق الإنسان، مشيرةً إلى أنها لا توثق مقتل المسلحين في أثناء الاشتباكات، لكنها توثق حالات القتل خارج نطاق القانون، ومنها مقتل المحتجزين بعد اعتقالهم.
وأضافت أنها تتابع تحقيقاتها في الحوادث الأخيرة بالسويداء، معتمدة على إفادات مباشرة وأدلة موثقة لتحديد صفة الضحايا والجهات المسؤولة عن الانتهاكات المرتكبة.
توصيات إلى الحكومة السورية والفصائل المسلحة في السويداء
قدمت الشبكة جملة من التوصيات إلى الحكومة السورية والفصائل المسلحة في محافظة السويداء، للحد من وقوع ضحايا بين المدنيين وضبط التجاوزات والانتهاكات.
وطالبت الحكومة بضبط استخدام القوة وفق المعايير الدولية، والامتناع عن الاستخدام العشوائي للأسلحة في المناطق السكنية، وضمان وصول المساعدات الإنسانية بشكل عاجل، وتأمين ممرات آمنة لفرق الإغاثة.
كما دعت إلى فتح تحقيقات مستقلة في الانتهاكات، ومساءلة المتورطين، وحماية المرافق المدنية من الاستهداف أو الاستخدام العسكري، واحترام القانون الدولي لحقوق الإنسان والالتزام بتطبيقه، ودعم المبادرات المحلية للحوار ووساطات التهدئة.
وشددت على ضرورة كبح الخطابات التحريضية والطائفية عبر الإعلام ومنصات التواصل، وضمان شفافية العمليات الأمنية، وإبلاغ المدنيين بالإجراءات مسبقاً، وتشجيع الإعلام على التغطية المتوازنة والمسؤولة، وتوفير الدعم النفسي والاجتماعي وتعويض الضحايا.
كذلك دعت إلى تفعيل برامج التوعية في مجالات حقوق الإنسان، والاستفادة من خبرات إدارة الأزمات، وتبني آليات وقائية، ومراجعة مسار الانتقال السياسي، وتوسيع قاعدة المشاركة.
في المقابل، طالبت الشبكة الفصائل المسلحة في السويداء بالالتزام بالقانون الدولي، ووقف استهداف المدنيين والمرافق، والتوقف عن استخدام السلاح والتحريض، واعتماد الحوار، والتعاون مع الجهود لوقف إطلاق النار وتسهيل الإغاثة.
كما دعتها إلى الابتعاد عن التصرفات الانتقامية التي تهدد السلم الأهلي، واحترام أدوار الوجهاء في الوساطة وتسهيل جهود المصالحة، والامتناع عن نشر الخطابات التحريضية والطائفية.