
أعلنت فرق الدفاع المدني السوري (الخوذ البيضاء)، يوم الإثنين 21 نيسان، انتشال رفات غير محمية (دفن جزئي غير مكتمل) تعود لسبعة أشخاص من أرض زراعية قرب مدينة سراقب في ريف إدلب الجنوبي، بعد بلاغ من السلطات المحلية وعدد من المدنيين ورعاة الأغنام عن وجود بقايا عظمية بشرية في الموقع.
وقالت الفرق في بيان إنها توجهت إلى المكان المذكور فور تلقي البلاغ، وعاينت وجود عظام بشرية متناثرة وبقايا ألبسة على الأرض، مشيرة إلى أن “الرفات كانت متباعدة، وتراوحت المسافة بين كل رفات وأخرى من 10 إلى 30 متراً، وبعضها كان محروقاً”.
وأضافت: “وفق روايات السكان، فإن المنطقة كانت خط تماس خلال المعارك بداية عام 2020، وقد فُقد فيها سبعة من أبناء المنطقة، وهناك تطابق مبدئي في اللباس والأعمار بين المفقودين والرفات المكتشفة”.
وأكدت الخوذ البيضاء أن عملية التوثيق والانتشال تمت “وفقاً للبروتوكولات الخاصة بجمع الرفات والتعامل معها”، مع الالتزام الكامل بالمعايير الإنسانية والجنائية.
تأكيدا على عدم فتح المقابر الجماعية
أوضحت الخوذ البيضاء أن عمل فرقها يقتصر على “الاستجابة لبلاغات حول رفات مكشوفة أو قبور مفتوحة قد تتعرض للعبث”، ولا تقوم بفتح أو نبش أي مقابر جماعية. وأشارت إلى أن “التعامل مع المقابر الجماعية يتطلب ولاية قضائية وجنائية، ووجود فرق وتقنيين مختصين ومختبرات متخصصة”، مؤكدة أن أي تدخل عشوائي في هذه المواقع “يعد انتهاكاً لكرامة الضحايا وحقوق عائلاتهم ويهدد بتدمير الأدلة الجنائية”.
وأضافت: “نرفض تماماً النبش العشوائي أو التدخلات غير المهنية التي تؤدي إلى تدمير الأدلة وفقدان الفرصة في تحديد هوية الضحايا والمتورطين في الجرائم المتعلقة باختفائهم”.
دعوة لتكاتف الجهود لحماية المقابر
شدد الدفاع المدني السوري على ضرورة حماية المقابر الجماعية المنتشرة في سوريا، مطالباً بتكاتف جهود المؤسسات والمجتمعات المحلية والسلطات المعنية، “للتعامل مع ملف المفقودين بقدر عالٍ من المهنية والمسؤولية، بما يضمن كرامة الضحايا ويحقق العدالة لعائلاتهم”.
وختم البيان بالتأكيد على أن “معرفة مصير عشرات آلاف المفقودين وتقديم الأجوبة الشافية لعائلاتهم هي مسؤولية جماعية لا تحتمل التأجيل”.