أخبار سوريا

“رويترز”: سوريا سمحت بإعادة أرشيف كوهين إلى إسرائيل و”هآريتس” تقدم رواية أخرى

كشفت وكالة “رويترز” أن القيادة السورية سمحت بتسليم متعلقات وأرشيف الجاسوس الإسرائيلي، إيلي كوهين، إلى إسرائيل، في محاولة لتخفيف العداء وإظهار حسن النية تجاه الرئيس الأميركي، دونالد ترامب.

والأحد الماضي، أعلنت دولة الاحتلال عن استعادة مجموعة من الوثائق والصور والممتلكات الشخصية المتعلقة بكوهين، مشيرة إلى أن وكالة “الموساد” الإسرائيلية عملت بالتعاون مع وكالة مخابرات أجنبية لم تُسمّ لتأمين هذه المواد.

ولم تكشف إسرائيل علناً عن كيفية حصولها على أرشيف الجاسوس كوهين، لكنها قالت إنه كان نتيجة “عملية سرية ومعقدة نفذها الموساد، بالتعاون مع جهاز استخبارات أجنبي حليف”.

ولم يستجب مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، والمسؤولون السوريون والبيت الأبيض على الفور لطلبات التعليق على دور سوريا في استعادة إسرائيل لأرشيف كوهين.

بادرة لتهدئة التوترات

ونقلت “رويترز” عن ثلاثة مصادر، هم: مصدر أمني سوري، ومستشار للرئيس السوري، أحمد الشرع، وشخص مطلع على المحادثات السرية بين البلدين، قولهم إن أرشيف المواد عُرض بالفعل على إسرائيل كبادرة غير مباشرة من الشرع لتهدئة التوترات وبناء ثقة ترامب.

وذكر المصدر الأمني السوري أن الرئيس السوري أدرك أهمية أرشيف كوهين بالنسبة للإسرائيليين، وأن إعادته يمكن أن تكون بمثابة بادرة دبلوماسية كبيرة، مضيفاً أ ن الشرع ومستشاروه قرروا بسرعة استخدام هذه المواد كورقة ضغط.

وأفاد المصدر المطلع على المحادثات بين البلدين إن إعادة أرشيف كوهين جاء في سياق “التدابير لبناء الثقة، وتمت بموافقة مباشرة من الرئيس الشرع”.

رواية أخرى

في مقابل ذلك، قالت صحيفة “هآريتس” العبرية إن جهاز الاستخبارات “الأجنبي الحليف” من غير المرجح أن يكون روسيا أو تركيا، مرجحة أن تكون الاستخبارات الأميركية أو السعودية هما الأكثر احتمالاً لمساعدة “الموساد” في استعادة أرشيف الجاسوس كوهين.

وخلال العقود الماضية، نفذت دولة الاحتلال العديد من المحاولات الفاشلة لاستعادة أرشيف الجاسوس هوين، إلا أن التحالفات المتغيرة عقب انهيار نظام الرئيس المخلوع، بشار الأسد، ساعد بنجاح “الموساد” في الحصول على مجموعة من الوثائق والممتلكات الشخصية لإيلي كوهين.

ووفق “هآريتس”، علم “الموساد، منذ سنوات، أن مخابرات نظام الأسد تحتفظ بملف شامل عن الجاسوس إيلي كوهين في أرشيفها، وعلى مر السنين، تمت عدة محاولات للحصول عليه، بما في ذلك محاولات من عملاء “الموساد” لرشوة مسؤولين كبار ضمن نظام الأسد لتهريب الملف إلى إسرائيل، لكن دون جدوى.

ومع التدخل الروسي في سوريا، تعمق التعاون العسكري والاستخباراتي بين تل أبيب وموسكو، وساعد الجيش الروسي الجيش الإسرائيلي في تحديد مكان بقايا الجندي زكريا باومل، الذي كان مفقوداً منذ حرب لبنان عام 1982.

ومنذ العام 2014، التقى ممثلو “الموساد” مع مسؤولي المخابرات الروسية، وطلبوا منهم إقناع بشار الأسد بنقل ملف كوهين إلى إسرائيل، في مقابل تعويضات مالية كبيرة، ودعماً استخباراتياً، ومساعدة عامة، لروسيا ولسوريا.

إلا أن ذلك أيضاً كان دون جدوى، حيث رفض الأسد مراراً وتكراراً، إلا أنه مع سقوط نظامه، في 8 كانون الأول الماضي، أتاح فرصة جديدة “للموساد”، الذي أقام، عبر قسم الارتباط الدولي المعروف بـ”تيفل” أو “كوزموس”، قنوات اتصال غير مباشرة، أو ربما مباشرة، مع ممثلي السلطات السورية.

المخابرات الأميركية أو السعودية أو الحكومة السورية

في الأسابيع الأخيرة، أشارت تقارير متعددة في الإعلام الإسرائيلي والدولي إلى أن مسؤولين من المؤسسة الأمنية الإسرائيلية عقدوا اجتماعات مع مبعوثي الحكومة السورية، وقيل إن الاجتماعات جرت في أبو ظبي وإسرائيل وفي منطقة القنيطرة بجنوبي سوريا.

وذكرت “هآريتس” أن المسؤولين الإسرائيليين يُفترض أن يكونوا من “الموساد”، ووحدة 504 التابعة للاستخبارات العسكرية، وربما مكتب الشؤون السياسية – العسكرية بوزارة الدفاع.

وأشارت الصحيفة العبرية إلى أنه “نظراً لإشارة الموساد إلى التعاون مع جهاز مخابرات أجنبي حليف، يبدو من غير المرجح أن يكون الشريك هو روسيا أو تركيا، حيث فقدت روسيا، المشغولة والضعيفة بحربها في أوكرانيا، الكثير من نفوذها في سوريا، فيما تظل تركيا معادية لإسرائيل، وتظل التعاون الاستخباراتي بينهما محدوداً”.

وأضافت أنه “لذلك، فإن المرشحون الأكثر احتمالاً لمساعدة الموساد في الحصول على أرشيف كوهين هما إما وكالة المخابرات المركزية الأمريكية أو رئاسة الاستخبارات العامة السعودية.

واشارت “هآريتس” إلى أنه من المحتمل أيضاً أن تكون الحكومة السورية نفسها قد نقلت المواد عبر قنوات أميركية أو سعودية، كجزء من استراتيجيتها الأوسع لكسب الشرعية الدولية، والمساعدة المالية، ودعم إعادة إعمار سوريا.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى