
عقدت لجنة الشؤون الخارجية في البرلمان البريطاني جلسة ناقشت فيها الوضع في سوريا بعد سقوط نظام الرئيس المخلوع، بشار الأسد.
واستمعت اللجنة خلال الجلسة إلى كل من الخبيرة في شؤون الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في معهد “تشاتام هاوس”، لينا الخطيب، والسفير البريطاني السابق في سوريا، سيمون كوليس، والمدير السابق لمكافحة الإرهاب في جهاز الاستخبارات البريطاني، ريتشارد باريت، ورئيس قسم الاستجابة للأزمات الأمنية في المعهد الأوروبي للسلام، بول جوردان، وأستاذة العلوم السياسية والعلاقات الدولية في جامعة ريدينغ، هارموني توروس.
وقدم الشهود آراءهم حول العوامل التي أدت إلى سقوط الأسد، وقضايا العدالة الانتقالية والمساءلة وأهميتها في الانتقال السياسي، بالإضافة إلى أدوار مختلف الجهات الفاعلة في سوريا، بما في ذلك “هيئة تحرير الشام” و”تنظيم الدولة”، والظروف في معسكرات الاحتجاز في شمال شرقي سوريا، وتداعيات إعادة المواطنين البريطانيين إلى وطنهم.
انهيار النظام كان متوقعاً
وقالت لينا الخطيب في شهادتها إنها “لم تتفاجأ بانهيار نظام البعث”، موضحة “لم أشعر بالصدمة لأنني كنت أعلم أن هذا سيحدث، وذلك ببساطة لأنني كنت على اتصال بأشخاص داخل سوريا كانوا جزءاً من الخطة، وكذلك بعض الجهات الفاعلة الأخرى في الخارج الذين كانوا يرون هذا ويتوقعون أن النظام كان فارغاً حقاً”.
وأكدت أنه “في الوقت الذي كان فيه معظم العالم الغربي يفترض أن النظام كان متماسكاً إلى حد ما، حتى مع انكماشه، كان الناس في المنطقة وعلى الأرض يرون الأمور ويتصرفون بشكل مختلف للغاية”.
الحكومة البريطانية على علم منذ عام
ورداً على سؤال حول ما كان يمكن للمملكة المتحدة أو وزارة الخارجية على وجه الخصوص ان تفعله لو علمت بتغيير الديناميكيات، أو تنبأت بسقوط النظام، قالت الخطيب إنها أبلغت الحكومة البريطانية بذلك قبل نحو عام.
وقالت “أبلغت وزارة الخارجية بما أعرفه في شباط 2024، وأبلغتهم بذلك كتابةً، ونقلت كل المعلومات التي كانت بحوزتي حول ما يجري في سوريا”.
وأكدت الباحثة الخطيب أن “الحقيقة هي أن سوريا، في ذلك الوقت، لم تكن تشكل أولوية، لذلك حتى لو تلقينا معلومات عن تغيرات على الأرض، ففي نهاية المطاف، إذا لم تكن هذه الأمور تشكل أولوية في السياسة الخارجية للبلاد، فإن هذه المعلومات سوف يتم حفظها في ملفات على اعتبار أن هذا الشخص هو الذي أخبرنا بذلك”.
“البعث” لم يكن يسطيع الاستمرار في الحكم
من جانبه، قال سيمون كوليس، وهو آخر سفير للمملكة المتحدة في سوريا، إنه “من الواضح أن نظام البعث كان لا يستطيع الاستمرار في الحكم لفترات طويلة من الزمن، لكن سرعة الأحداث التي أدت إلى سقوط النظام كان صدمة كبيرة”.
وأضاف أنه “مرت أربع سنوات من الصراع المجمد منذ عام 2020، وبالطبع، كان اعتمادهم الشديد على الدعم من إيران وحزب الله اللبناني وروسيا، لكن بعد بدء الصراع في أوكرانيا، تشتت انتباه روسيا، وبعد بدء الصراع في غزة، تم القضاء على حزب الله، وتراجعت إيران، وبالتالي لم تعد ركائز الدعم الخارجية للنظام موجودة”.
وأشار السفير البريطاني السابق في سوريا إلى أن “العديد من الناس داخل سوريا لم يتوقعوا أن تتكشف الأحداث بهذه السرعة”.