
يشارك وزير الخارجية السوري، أسعد الشيباني، في مؤتمر باريس بشأن الانتقال السياسي في سوريا، الذي تنطلق أعماله، اليوم الخميس، في العاصمة الفرنسية، والذي يهدف إلى تنسيق التحرك الإقليمي والدولي لدعم العملية الانتقالية في سوريا.
وستكون مشاركة الشيباني أول زيارة رسمية إلى دولة عضو في الاتحاد الأوروبي، بعد سقوط نظام الرئيس المخلوع، بشار الأسد، في حين من المقرر أن يشارك مبعوثون من الدول الصناعية السبع، وهم بريطانيا وكندا وفرنسا وألمانيا وإيطاليا واليابان والولايات المتحدة، ودول عربية وتركيا، لمناقشة التحديات الأمنية والاقتصادية لإعادة إعمار البلاد.
ومن المقرر أيضاً أن يتحدث الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، إلى الممثلين في المؤتمر، الذي من المتوقع أن يبدأ بعد ظهر اليوم الخميس.
وقالت وزارة الخارجية الفرنسية إن الاجتماع “يهدف إلى تنسيق الجهود لتحقيق انتقال سلمي يضمن سيادة البلاد وأمنها، وتعبئة جيران سوريا وشركائها الرئيسيين لتنسيق المساعدات والدعم الاقتصادي”.
وذكرت وكالة الصحافة الفرنسية، نقلاً عن مصادر دبلوماسية، أن مؤتمر باريس “يهدف إلى التركيز على حماية سوريا من التدخل الأجنبي المزعزع للاستقرار، وتنسيق جهود الإغاثة، وإرسال رسائل إلى الحكومة السورية الجديدة”.
خلق فقاعة وقائية
ونقلت وكالة “رويترز” عن مسؤول فرنسي قوله إن “اجتماع باريس يهدف إلى المساعدة في خلق فقاعة وقائية حول الأزمة السورية لإعطاء السوريين الوقت لحلها من خلال ردع الخاسرين السيئين عن زعزعة استقرار البلاد”، مضيفاً أنه “سيتم مناقشة العدالة الانتقالية ومكافحة الإفلات من العقاب”.
وأشار المسؤول الفرنسي إلى أن المؤتمر لا يهدف إلى جمع الأموال، موضحاً أن هذه القضية سيتم تركها لمؤتمر المانحين السنوي، الذي سيعقد في بروكسل، في آذار المقبل، ولكن سيتم مناقشة قضايا مثل رفع العقوبات.
وقال دبلوماسيان أوروبيان إن الاتحاد الأوروبي “تحرك قدماً في رفع بعض العقوبات، رغم أن ذلك لا يزال متعثراً وسط معارضة من قبرص واليونان، وسط مخاوف بشأن محادثات ترسيم الحدود البحرية بين سوريا وتركيا، وتأكيدات على إمكانية استعادة العقوبات بسرعة”، مضيفين أنهما يأملان في التوصل إلى حل خلال شباط الجاري.
وقبيل الاجتماع، سيقوم المانحون الدوليون الرئيسيون بتقييم الوضع الإنساني، وخاصة في شمال شرقي سوريا، حيث كان لخفض المساعدات الأميركية “تأثير مرعب”، وفقاً لمسؤول أوروبي.
وأشار المسؤولان إلى أن “قضية القوات الكردية المدعومة من الغرب، والحكومة المركزية، وتركيا، التي تعتبر بعض تلك القوات مجموعات إرهابية، سيتم مناقشته أيضاً”.
وأفاد مصدر دبلوماسي تركي أن نائب وزير الخارجية، نوح يلماز، الذي سيحضر الاجتماع، “سيلفت الانتباه إلى التهديدات التي تواجهها سوريا، وخاصة المنظمة الإرهابية الانفصالية، وسيؤكد تصميم بلادنا على تطهير البلاد بشكل كامل من العناصر الإرهابية”.