
قالت الإدارة الذاتية في شمال وشرق سوريا إن رؤية ومشروع عبد الله أوجلان يشكّل حلاً جذرياً لمعضلات الشرق الأوسط، ويستند إلى مبادئ السلام والديمقراطية والعدالة الاجتماعية.
وأشارت الإدارة، في بيان صادر عنها اليوم الثلاثاء، إلى أن المشروع الذي طرحه أوجلان لا يقتصر على معالجة القضية الكردية فقط، بل يقدّم نموذجاً متكاملاً من خلال مفهوم الأمة الديمقراطية، وأخوّة الشعوب، وحرية المرأة، وحماية البيئة.
ودعت الإدارة الذاتية شعوب المنطقة إلى التكاتف والالتفاف حول هذه “الخطوة التاريخية”، والعمل على ترسيخ القيم الديمقراطية المشتركة باعتبارها الضامن لبناء مجتمع تعددي يرفض كل أشكال الاستبداد.
“رسالة تاريخية”
وفي شهر شباط الماضي، أشار أوجلان في نداء له إلى أن حزب العمال الكردستاني نشأ في ظروف القرن العشرين، التي وصفها بأنها “الأكثر عنفاً في التاريخ”، مشيراً إلى الحربين العالميتين، الحرب الباردة، وإنكار الهوية الكردية.
وقال: “تأثّر الحزب بالنظام الاشتراكي الواقعي في استراتيجيته وبرامجه، إلا أن انهيار الاشتراكية في التسعينيات والتطوّرات الحاصلة في حرية التعبير أفقدته معناه، وأدّى إلى تكرار مواقفه بشكل مفرط. ولذلك، فإن الحزب، كغيره من الحركات المشابهة، استكمل دوره وأصبح حلّه ضرورياً”.
وفي الجزء الأخير من ندائه، شدد أوجلان على ضرورة احترام الهويات وحرية التعبير والتنظيم الديمقراطي، كجزء من بناء مجتمع سياسي ديمقراطي، معتبراً أن “القرن الثاني للجمهورية التركية لن يحقّق استمرارية دائمة وأخوّة إلا إذا تُوّج بالديمقراطية”.
وتابع قائلاً: “لا يوجد، ولا يمكن أن يكون، طريق لتحقيق التغيير خارج إطار الديمقراطية، حيث يجب أن يكون التوافق الديمقراطي هو الأساس، كما ينبغي تطوير لغة السلام بما يتناسب مع الواقع”.
كما أعلن تحمّله المسؤولية التاريخية لدعوته إلى التخلي عن السلاح، مستشهداً بالدعوة التي وجّهها رئيس حزب الحركة القومية دولت بهتشلي، والمواقف الإيجابية التي أبدتها الأحزاب السياسية الأخرى، إلى جانب التوجّه الذي أبداه الرئيس التركي رجب طيب أردوغان.
وأضاف: “كما تفعل كل المجتمعات والأحزاب التي لم يتم إنهاء وجودها بالقوة، اجتمعوا في مؤتمر واتخذوا قراراً بالاندماج مع الدولة والمجتمع. يجب أن تضع جميع المجموعات السلاح، ويجب أن يُعلن عن حلّ حزب العمال الكردستاني”.
حلّ حزب العمال الكردستاني
قرر حزب العمال الكردستاني حلّ نفسه وإنهاء تمرده المسلح في تركيا، في خطوة من شأنها أن تُحدث تحولات سياسية وأمنية كبيرة في المنطقة.
وأفادت وكالة “فرات” للأنباء، المقرّبة من الحزب، يوم أمس الإثنين، أن حزب العمال الكردستاني، الذي يخوض صراعاً مسلحاً مع الدولة التركية منذ أكثر من أربعين عاماً، قرر بشكل رسمي حلّ نفسه ووقف تمرده المسلح.
وأشارت الوكالة إلى أن القرار جاء في ختام مؤتمر عقده الحزب الأسبوع الماضي في شمالي العراق، تلبيةً لدعوة زعيمه المسجون عبد الله أوجلان، الذي كان قد دعا في شباط الماضي إلى إنهاء التنظيم نفسه.
وتوقعت مصادر سياسية أن يؤدي هذا القرار إلى تأثيرات إقليمية واسعة، لا سيما في سوريا المجاورة، حيث تتمركز “قوات كردية” متحالفة مع الجيش الأميركي، وفقاً لما نقلته “رويترز”.
يُذكر أن الصراع بين الحزب والدولة التركية بدأ عام 1984، وأسفر منذ ذلك الحين عن مقتل أكثر من 40 ألف شخص، علماً أن تركيا ومعظم الدول الغربية تُصنّف حزب العمال الكردستاني منظمة إرهابية.