بينما تمرّ سوريا بأسوأ أزمة اقتصادية منذ سنوات، انشغل العديد من السوريين خلال الساعات الماضية، بافتتاح مستشارة رئيس النظام السوري بشار الأسد، لونا الشبل، مطعماً فاخراً وسط العاصمة دمشق.
فقد أثارت مقاطع فيديو انتشرت لحفل الافتتاح انتقادات واسعة على مواقع التواصل، وسط استهجان لأسعار الوجبات الخيالية، حيث بلغت أقل واحدة 100 ألف ليرة سورية أي ما يعادل راتب موظف تقريباً.
وتداول السوريون صورا للمطعم الذي اتخذ من أوتوستراد المزة مقراً، وفيه ظهر طهاة روس مشروفون على المكان.
كما انتقدت التعليقات ارتباط اسم الشبل بالمطعم، التي لطالما وصفت بـ “بطلة الصمود” كونها طالبت مرارا السوريين بالصبر إزاء أصعب الظروف الاقتصادية والمعيشية وأسوأها، لتطل اليوم بافتتاح مطعم فاخر بلغت تكلفته ملايين الدولارات، ليس بإمكان أغلبهم ارتياده، بحسب وسائل إعلامية محلية.
وبينما شاركت صفحة المطعم الرسمية عبر إنستغرام، منشورا لزوج الشبل، العضو في حزب البعث الحاكم، عمار ساعاتي وشريكها بالمطعم، يعتذر فيه للزبائن لأن جميع الطاولات محجوزة، أكدت مشاهد ليوم الافتتاح وجود أماكن فارغة كثيرة. كما تحدث البعض عن دعوات مجانية.
يذكر أن الشبل لطالما أثارت غضب ملايين السوريين واستياءهم بسبب كلامها عن الصمود أمام الظروف المعيشية السيئة، بينما تكلّف إطلالاتها آلاف الدولارات.
وتعاني سوريا منذ سنوات من عدة أزمات شملت الوقود والطاقة والخبز إضافة إلى انهيار الليرة ما عاد بآثار كارثية على كل مفاصل الحياة فيها، وجعل منها حياة متاحة بشق الأنفس.
https://www.facebook.com/504907849910673/posts/pfbid0rNfbNwVHQ3qkEFXrVJX1SJnkJVAjqktibMCajXVdmLhrygYCsqE2UwzHy27pFGQ3l/?d=n
يشار إلى أنه خلال الأيام الماضية، هوت مجددا الليرة السورية إلى مستوى قياسي مع التدافع لشراء الدولار في بلد يعاني نقصا حادا من النقد الأجنبي.
وأدى انهيار العملة إلى ارتفاع التضخم مما زاد معاناة السوريين لتوفير كلفة الغذاء والطاقة والاحتياجات الأساسية الأخرى.
في حين حذّرت الأمم المتحدة والعديد من المنظمات الإغاثية مراراً من أن السوريين يواجهون أزمة جوع لم يسبق لها مثيل، حيث يفتقر أكثر من 9.3 مليون شخص لما يكفي من الغذاء.