ترك العلماء في الآونة الأخيرة في حيرة من أمرهم بعد أن ضربت عاصفة شمسية “ذات إمكانات مدمرة” الأرض دون سابق إنذار.
وبحسب موقع Spaceweather.com، ضربت العاصفة الشمسية المفاجئة الأرض قبل منتصف الليل بقليل بالتوقيت العالمي المنسق في 25 يونيو واستمرت طوال معظم يوم 26 يونيو.
وصنفها العلماء على أنها عاصفة من الفئة G1، ما يعني أنها كانت قوية بما يكفي لإحداث تقلبات ضعيفة في شبكة الطاقة، وتسبب تأثيرات طفيفة على تشغيل الأقمار الصناعية، وتعطيل القدرات الملاحية لبعض الحيوانات المهاجرة، وتسبب الشفق القطبي القوي بشكل غير عادي.
وتزامنت العاصفة الشمسية غير المتوقعة مع ذروة محاذاة نادرة للغاية من خمسة كواكب، حيث اصطف كل من عطارد والزهرة والمريخ والمشتري وزحل في السماء بترتيب قربهم من الشمس (وهو ما لم يحدث منذ عام 1864).
وتمكن علماء الفلك الهواة في نصف الكرة الشمالي من التقاط صور للشفق القطبي المفاجئ أثناء مراقبتهم لاقتران الكواكب النادر هذا بدقة.
وحصل المصور هارلان توماس على صورة للشفق القطبي الساطع في كالغاري بكندا، والذي أضاء سماء الفجر حنبا إلى جنب مع محاذاة الكواكب في 26 يونيو.
وقال توماس لموقع Spaceweather.com: “رائع، أتحدث عن المفاجآت. أصبح الشفق مرئيا للعين المجردة بأعمدة جميلة، واستمر نحو 5 دقائق”.
واشتبه العلماء في البداية في أن الانبعاث الكتلي الإكليلي (CME) تسبب في حدوث العاصفة الغريبة – وهو عبارة عن تجشؤ كبير للبلازما مع مجال مغناطيسي مضمن يتم إطلاقه من بقعة شمسية – لكنهم لم يتمكنوا من معرفة ما إذا كان حدث على جانب المواجه للأرض أو على الجانب البعيد من الشمس، وفقا لموقع Spaceweather.com.
ومع ذلك، يلقي الخبراء باللوم الآن على مناطق تداخل الدوران المُشترك (CIR) نادرة جدا للشمس، وهذه “مناطق انتقالية بين تيارات الرياح الشمسية البطيئة والسريعة الحركة”، بحسب موقع Spaceweather.com.
وتخلق هذه المناطق تراكمات من البلازما يمكنها فجأة إطلاق العنان لموجات الصدمة التي تشبه الكتل الإكليلية المقذوفة ولكنها لا تسبب البقع الشمسية، ما يجعل اكتشافها أكثر صعوبة على سطح الشمس.
وبلغت الرياح الشمسية التي ضربت الأرض يومي 25 و 26 يونيو ذروتها عند نحو 2.52 مليون كيلومتر في الساعة، وهو ما يتوافق مع معدلات مناطق تداخل الدوران المُشترك الأخرى في الماضي، وفقا لما ذكره موقع Spaceweather.com.
ويشار إلى أن العاصفة الشمسية المفاجئة ضربت الأرض بعد أقل من أسبوع من تضاعف حجم بقعة شمسية عملاقة، تعرف باسم AR3038، خلال فترة 24 ساعة، ووصل قطرها الأقصى إلى أكثر من 2.5 ضعف حجم الأرض.
وأثارت البقعة الشمسية العملاقة مخاوف من احتمال إصابة كوكبنا بالانبعاثات الكتلية الإكليلية (CME)، لكن البقعة اتجهت في النهاية بعيدا عن الأرض مع دوران الشمس. ولا يعرف العلماء ما إذا كانت البقع الشمسية العملاقة والعاصفة الشمسية متصلين.
ونظرا لأن العلماء اعتقدوا في البداية أن العاصفة الشمسية الأخيرة قد تكون ناجمة عن الانبعاثات الكتلية الإكليلية البعيدة، فقد توقعوا أن الشفق القطبي غير المعتاد يمكن أن يستمر حتى 29 يونيو. ومع ذلك، عاد نشاط الرياح الشمسية الآن إلى طبيعته.