دول عربية تتحرك لبدء الحل في سوريا وأمريكا تعلن: هذا لن يلبي المطالب ولن نقبل
تداولت وسائل إعلام، تفاصيلاً نقلها، باحث أردني، حول مبادرة عربية للحل في سوريا، ومساعي عمّان التي تقود هذه المبادرة من أجل إشراك إيران بها.
مبادرة عربية للحل في سوريا
ونقل موقع “المدن”، عن الباحث السياسي الأردني “كمال الزغول” قوله، إن المبادرة الأردنية التي تحدث عنها وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي، لحشد عملية سياسية في سوريا يقودها العرب، تشمل إيران.
وأوضح الباحث الأردني أن الأردن سيضغط على إيران لتخفيف عملها في الجنوب السوري بهدف التهدئة.
وأشار الزغول، إلى أن نجاح المبادرة يعتمد على حجم التنازلات الإيرانية، وأن ما يميز المبادرة رغم غياب تفاصيلها، هو إشراك إيران في المفاوضات حول الجنوب السوري مقابل تسوية سلمية على أساس القرارات الأممية.
وكان قد أعلن وزير الخارجية الأردنية أيمن الصفدي أن بلاده تحشد دعماً من أجل عملية السلام التي تقودها بعض الدول العربية في سوريا، مضيفاً أن “عمّان تحشد الدعم الإقليمي والدولي لعملية سياسية، يقودها العرب لإنهاء الحرب في سوريا”.
وحسب الصفدي فإن العملية تستند إلى القرارات الأممية، معتبراً أنه بالإمكان التغلب على العقبات التي تفرضها العقوبات الأمريكية على المتعاملين مع النظام السوري، قائلاً: “أستطيع أن أقول بأمان أن الجميع يريد أن يرى نهاية لهذه الأزمة، والجميع منفتح على أي آلية يمكنها إنهاء هذه الأزمة”.
وكان الوزير الصفدي قد تحدث عن تسليم المساعدات الإنسانية إلى السوريين، قائلاً: “إننا نريد أن نرى كيف يمكننا تحقيق تسريع في مشاريع التعافي المبكر وفق القرار 2642″، وذلك بهدف تشجيع النظام السوري على التجاوب مع المبادرة”.
اقرأ أيضاً|| الملك الأردني يدعم نسخة شرق أوسطية من “الناتو”.. ولكن بشرط
الأردن يقود مبادرة عربية
وفي يوليو الفائت كشف العاهل الأردني، الملك عبد الله الثاني بن الحسين، عن رؤيته من أجل الحل في سوريا بعد لقاء الرئيس الأمريكي جو بايدن ونائبته كاميلا هاريس في واشنطن.
وأوضح الملك الأردني أن “الأردن يسعى لتقديم الحلول للأزمة السورية بالتعاون مع الأشقاء العرب والمجتمع الدولي لعودة سـوريا إلى الحضن العربي”.
وقال الملك عبدالله حينها: التوصل إلى حلول لمساعدة سوريا، سيساعد المنطقة بأكملها والأردن على وجه الخصوص، والحفاظ على مصالح الأردن العليا هو دائما الغاية والهدف.
وبحسب مصادر إعلامية كانت قد ذكرت أن الملك عبد الله طرح على الرئيس الأمريكي تخفيف العقوبات على النظام السوري وعودة سـوريا إلى الجامعة العربية، بالوقت الذي يجري التنسيق بين الأردن وروسيا لضمان عودة سـوريا إلى محيطها العربي وتخفيف الدور الإيراني، حيث ستلعب الممكلة دوراً بإزالة العوائق العربية حيال الأمر.
اقرأ أيضاً|| الملك الأردني يحذّر من الفراغ الذي تخلفه روسيا في سوريا.. ويتحدث عن تحديات أمنية في المنطقة
وعلى أعقاب ذلك وقعت الأردن ومصر ولبنان وسـوريا اتفاقاً حول نقل الغاز والكهرباء من مصر عبر الأردن وسـوريا إلى لبنان، على أن تستفيد منه سوريا بنسبة ما، مقابل ألا يشمل المشروع عقوبات أمريكية وهو ما وافقت عليه واشنطن، وكان أول اتفاق عربي مع النظام السوري بعد الثورة السورية منذ عام 2011.
يذكر أنّ الخلاف بين الدول العربية على مثل هذا الطرح ضمن المبادرة الأردنية، حال دون قبول دعوة الحكومة السورية إلى القمة العربية المقبلة في الجزائر، وعدم السماح بإعادة نشاط سـوريا ممثلة بالنظام السـوري في الجامعة العربية.
دولة عربية تتحرك للحل في سوريا.. أمريكا ترد وتعلن: نحن لن ندعم هذه الخطة
جددت الإدارة الأميركية رفضها لأي محاولة تسعى إلى تحسين العلاقات مع النظام السوري أو التطبيع معه، بالرغم من تراجع الاهتمام الأميركي بالملف السوري في ظل انشغال إدارة الرئيس جو بايدن بملفات دولية أخرى على رأسها الحرب الروسية على أوكرانيا، والصين، وغيرها من الملفات الأخرى.
ونقلت صحيفة “العربي الجديد” عن مسؤول في الخارجية الأميركية، فضّل عدم الكشف عن اسمه، قوله إن الحكومة الأميركية “لا تدعم جهود إعادة تأهيل النظام السوري أو رئيسه بشار الأسد، ولن تقدم الولايات المتحدة على تحسين علاقاتها الدبلوماسية مع النظام”.
وأضاف المسؤول الأميركي: “نحن لا ندعم تطبيع العلاقات بين النظام والدول الأخرى”.
يأتي ذلك بعد يومين من تصريحات وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي أدلى بها لصحيفة “ناشيونال” الإماراتية، قال فيها إن بلاده تحشد من أجل “دعم دولي وإقليمي لعملية سياسية يقودها العرب”، لإنهاء الحرب في سوريا، موضحاً أن العملية ستشمل السعودية ودولاً عربية أخرى.
كما أعرب الصفدي عن تفاؤله في نجاح تلك المبادرة بالقول: “أستطيع القول بصراحة بأن الجميع يريد أن يرى نهاية للأزمة السورية، والجميع منفتح على آلية من شأنها أن تحقق هذا الهدف”، وفق زعمه.
“حل سياسي بناءً على القرار 2254”
وحثّ المسؤول الأميركي دول المنطقة “على النظر بعناية إلى الفظائع التي لا يمكن تصورها والتي ارتكبها نظام الأسد بحق الشعب السوري على مدار العقد الماضي، فضلاً عن جهود النظام المستمرة لمنع وصول الكثير من البلاد إلى المساعدات الإنسانية والأمن” بحسب المصدر.
وعن تغيّر الرؤية لدى الولايات المتحدة إزاء الحل السياسي في سوريا، أوضح المسؤول أن بلاده تعتقد بأن “الاستقرار في سوريا والمنطقة لا يمكن تحقيقه إلا من خلال عملية سياسية تمثل إرادة جميع السوريين”.
وأضاف: “نحن ملتزمون بالعمل مع الحلفاء والشركاء والأمم المتحدة لضمان بقاء حل سياسي دائم في متناول اليد، على النحو المبيّن في قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2254”.