لماذا تستهدف الغارات الإسرائيلية منطقة المزة في دمشق بشكل متكرر؟
خلال الأشهر الأخيرة، تصدرت منطقة المزة في دمشق المشهد السياسي والعسكري، حيث أصبحت هدفًا متكررًا للغارات الجوية الإسرائيلية. هذه الضربات أدت إلى مقتل عدد من المدنيين، بالإضافة إلى قادة من الحرس الثوري الإيراني و**”حزب الله” اللبناني**.
ما سبب استهداف المزة تحديدًا؟
صباح يوم الجمعة، 15 نوفمبر 2024، شنّت طائرات حربية إسرائيلية غارة جديدة على منطقة المزة، حيث سُمعت أصوات انفجارات عنيفة هزت أرجاء العاصمة دمشق، وخاصة بالقرب من المتحلق الجنوبي. ووفقًا لوكالة سانا الرسمية، تم الهجوم دون الكشف عن تفاصيل حول الأضرار أو الخسائر البشرية.
من جهة أخرى، أفاد موقع “صوت العاصمة” بأن القصف استهدف منطقة خلف فندق “ياسمين روتانا” في نهاية أوتوستراد المزة، مما أدى إلى انتشار مكثف لسيارات الإسعاف في محيط أحياء كفرسوسة والمزة، وسط غياب المعلومات حول طبيعة الموقع المستهدف.
لماذا تُعتبر المزة هدفًا مستمرًا؟
تشير مصادر موثوقة إلى أن منطقة المزة تضم عددًا من المواقع الحساسة للنظام السوري وحلفائه، من ضمنها “مزة فيلات غربية”، التي شهدت سابقًا هجمات متكررة. المزة ليست فقط منطقة سكنية؛ بل تحتضن مواقع استراتيجية هامة، مثل مطار المزة العسكري، الذي يُستخدم كمركز للتحقيق واحتجاز المعتقلين، ويعتبر مقرًا رئيسيًا للمخابرات الجوية.
هذا المطار تعرّض لهجمات إسرائيلية متكررة منذ عام 2016، نظرًا لأهميته في شبكة الدفاع الجوي السورية، وكذلك لكونه جزءًا من البنية التحتية العسكرية الإيرانية في سوريا.
المزة: مركز النفوذ الإيراني في دمشق
إلى جانب المواقع العسكرية، تستضيف المزة عددًا من السفارات والبعثات الدبلوماسية، مما يزيد من تعقيد الوضع الأمني فيها. المنطقة تُعد مركزًا لتواجد القوات الإيرانية وميليشيات “حزب الله”، الذين تُتهمهم إسرائيل بتنفيذ عمليات تهدد أمنها انطلاقًا من الأراضي السورية واللبنانية.
في يناير الماضي، قُتل صادق أميد زاده، أحد كبار قادة الحرس الثوري الإيراني، خلال غارة استهدفت حي “مزة فيلات غربية”. كما طالت غارات أخرى القنصلية الإيرانية على أوتوستراد المزة، مما أسفر عن مقتل شخصيات إيرانية بارزة.
استهداف استراتيجي لتقويض النفوذ الإيراني
وفقًا للمحللين، تعكس هذه الهجمات استراتيجية إسرائيلية واضحة تهدف إلى تقويض النفوذ الإيراني في سوريا، وتقليل خطر الهجمات المحتملة على أمن إسرائيل. ويبدو أن إسرائيل ستواصل استهدافها لمنطقة المزة، نظرًا لدورها المحوري في شبكة الدعم العسكري الإيراني.
في المقابل، يلتزم النظام السوري الصمت حيال تفاصيل هذه الضربات، مما يزيد من التكهنات حول طبيعة الأهداف الفعلية لهذه الغارات، ويفتح المجال أمام سيناريوهات متعددة حول مستقبل الصراع الإقليمي على الأراضي السورية.