جدد الدفاع المدني السوري (الخوذ البيضاء) تحذيراته من خطر الألغام التي خلفها النظام المخلوع وحلفاؤه، والمزروعة في الطرقات وبين أنقاض المنازل، مشدداً على ضرورة توخي الحذر واتخاذ التدابير اللازمة لتجنب وقوع المزيد من الضحايا.
وحذّر الدفاع المدني الأهالي من دخول القرى والبلدات والمناطق التي كانت سابقاً على خطوط التماس مع نظام الأسد المخلوع، ودعاهم إلى تجنب دخول المنازل المدمرة أو سلك الطرق غير المستخدمة، والابتعاد عن الثكنات والمقار العسكرية السابقة، إضافة إلى الحواجز والسواتر الترابية والخنادق.
كما لفت إلى أن مخلفات الحرب غالباً ما تكون غير ظاهرة، حيث قد تُغطى بالركام أو الأعشاب، مما يزيد من خطورتها. وأوضح أن بعض القنابل والألغام موقوتة وقد تنفجر في أي لحظة عند ملامستها.
وأكد الدفاع المدني ضرورة الحذر من أي جسم غريب، وعدم لمسه أو تحريكه، مع الإبلاغ الفوري عنه للجهات المختصة، كما حثّ على أهمية توعية الأطفال بمخاطر الألغام والمتفجرات.
وشدد على أن نظام الأسد السابق والميليشيات الموالية له تعمدوا زرع الألغام في المناطق الحيوية والأماكن التي يُتوقع تحرك المدنيين فيها، بهدف حصد المزيد من الأرواح، مؤكداً استمرار جهوده في إزالة هذا التهديد وإنقاذ المدنيين.
وتأتي هذه المناشدات في ظل تزايد الحوادث الناجمة عن انفجار الألغام، والتي أودت بحياة العديد من المدنيين وأدت إلى إصابة آخرين، لا سيما في المناطق التي شهدت معارك سابقة.
إرث ثقيل من الموت
وسبق أن أكد الدفاع المدني أن السوريين يواجهون اليوم إرثاً ثقيلاً من الموت، تركه النظام السابق بسبب مخلفات الحرب المستمرة منذ أكثر من 13 عاماً، والناتجة عن هجمات متعمدة وممنهجة استهدفت البيئات المدنية، والمرافق الأساسية مثل المستشفيات والمدارس والمساجد والأسواق والمباني السكنية والأراضي الزراعية.
وعلى الرغم من الجهود المبذولة، لا تزال كميات كبيرة من الذخائر غير المنفجرة والألغام منتشرة بين منازل المدنيين، وفي الأراضي الزراعية، وفي أماكن لعب الأطفال، نتيجة للقصف الممنهج الذي نفذه النظام السابق وروسيا، فضلاً عن تحويل منازل المدنيين والمرافق العامة في المدن والبلدات إلى معسكرات وثكنات لجيشهم وميليشياتهم.
