أخبار سوريا

الأمن والخدمات والاقتصاد أبرز العوائق.. 27% من اللاجئين يعتزمون العودة إلى سوريا

أظهر مسح أجرته المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين ارتفاع نسبة السوريين الذين يعتزمون العودة إلى ديارهم خلال العام المقبل إلى 27%، مقارنة بـ1.7% فقط ممن أبدوا الرغبة ذاتها قبل سقوط نظام الأسد. 

ومع ذلك، أشارت المفوضية إلى أن ثلاثة أرباع اللاجئين السوريين لا يزالون بلا خطط واضحة للعودة، مترددين في ظل غياب الاستقرار والخدمات الأساسية.

وتتنوع أسباب عزوف اللاجئين عن العودة بين فقدان الممتلكات، والمخاوف الأمنية، وانعدام فرص العمل، إضافة إلى غياب الخدمات الصحية وتعطل شبكات الكهرباء والمياه، وتزداد المعاناة في فصل الشتاء مع انخفاض درجات الحرارة وعدم توفر مستلزمات التدفئة الأساسية.

وتشير المفوضية إلى أن الاحتياجات الإنسانية المتزايدة في سوريا تجعل من الصعب على العائدين تأمين سبل العيش، لا سيما في ظل انهيار الخدمات العامة وتدمير البنية التحتية.

كما يؤكد العائدون أن الدعم الإنساني والمساعدات المالية عنصران أساسيان لإعادة بناء حياتهم. وبينما يسعون لتأمين دخل ثابت، يواجهون صعوبات في إيجاد فرص عمل قادرة على تلبية احتياجاتهم اليومية، وفق ما أفادت به المفوضية.

صدمة الواقع المعيشي

عادت ابتهال، البالغة من العمر 52 عاماً، إلى سوريا بعد 13 عاماً من اللجوء في الأردن، إلا أن فرحة العودة سرعان ما اصطدمت بواقع قاسٍ، فعند وصولها إلى بلدة الشيخ مسكين بريف درعا، وجدت منزلها مدمراً جزئياً بفعل القصف، بلا نوافذ أو أبواب، ويفتقر إلى الكهرباء والمياه.

واسترجعت ابتهال لحظات وصولها إلى الحدود قائلة: “غمرتني الفرحة حين عدت إلى وطني، لم أتمالك دموعي بعد سنوات من الفراق”، لكنها سرعان ما واجهت مشاعر متباينة حين رأت حجم الدمار الذي حل بمنزلها والمنطقة المحيطة.

وتقول مفوضية شؤون اللاجئين إن التحديات التي واجهتها الأسرة لم تقتصر على السكن، إذ تعاني درعا عموماً من تدهور كبير في البنية التحتية، ما يجعل تأمين المياه والكهرباء أمراً بالغ الصعوبة.

وأشارت ابتهال إلى أن قرار العودة إلى سوريا لم يكن مرتبطاً فقط بانتهاء حقبة النظام السابق، بل أيضاً بتدهور الأوضاع الاقتصادية في الأردن، حيث عانى زوجها من صعوبة في إيجاد عمل مستقر.

نقص الخدمات والضغوط الاقتصادية في سوريا

تكافح ابتهال للحصول على علاج السرطان الذي كانت تتلقاه سابقاً في الأردن، إذ تعاني درعا من نقص حاد في الخدمات الطبية والأدوية والكوادر الصحية. وقالت: “تكاليف العلاج مرتفعة جداً، والسفر إلى دمشق مكلف ولا يمكنني تحمله، فمجرد استشارة طبية هناك تكلف 150 ألف ليرة سورية”.

كما لم يكن الوصول إلى التعليم أسهل حالاً، إذ يواجه الأطفال العائدون تحديات كبيرة بسبب تضرر المدارس ونقص المدرسين وضعف تجهيزات الفصول الدراسية.

بدورها، أكدت مسؤولة الحماية في المفوضية بدرعا، هبة شنان، أن الأوضاع في المنطقة لا تزال صعبة، مشيرة إلى أن كثيراً من العائدين يضطرون للعيش في منازل تفتقر إلى البنية التحتية الأساسية. وأضافت: “نحاول تقديم المساعدات وفق الأولويات، لكن الاحتياجات هائلة والموارد محدودة”.

ورغم ذلك، يجد بعض العائدين الأمل في الرجوع إلى وطنهم، إذ توضح شنان: “أرى في أعينهم فرحة العودة رغم المصاعب، فهم يشعرون بالانتماء لهذه الأرض حتى لو كانت الخدمات شبه معدومة”.

وفي هذا السياق، شدد ممثل المفوضية في سوريا، غونزالو فارغاس يوسا، على أن العائدين يواجهون صعوبات في تأمين مصدر دخل مستقر، مما يدفعهم للاعتماد على المساعدات الإنسانية.

وأوضح أن غياب الدعم الدولي قد يعرقل عملية إعادة الإعمار، محذراً من أن يتحول الأمل بالعودة إلى خيبة أمل وإحباط إذا لم تُتخذ إجراءات عاجلة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى