
أفادت وكالة رويترز، بأن قرار الرئيس دونالد ترمب بشأن رفع العقوبات عن سوريا شكّل مفاجأة لمسؤولين بارزين في الإدارة الأمريكية، في وقتٍ نفوا فيه وجود أي تنبيه أو توجيه مسبق من البيت الأبيض.
وقالت الوكالة، الخميس، إن كبار المسؤولين في وزارتي الخارجية والخزانة الأمريكيتين، سارعوا بعد إعلان ترامب إلى فهم كيفية إلغاء العقوبات، والتي ظل الكثير منها قائماً منذ عقود.
وصرح مسؤول أمريكي كبير للوكالة، بأن البيت الأبيض لم يُصدر أي مذكرة أو توجيه لمسؤولي العقوبات في وزارتي الخارجية أو الخزانة للتحضير لرفع العقوبات، ولم يُنبههم إلى قرب إعلان الرئيس.
ويضيف المسؤول: “في الوقت الذي التقى فيه ترامب بالرئيس السوري المؤقت أحمد الشرع في المملكة العربية السعودية يوم الأربعاء، كان المسؤولون في وزارتي الخارجية والخزانة لا يزالون غير متأكدين من كيفية المضي قدماً”.
“قرار مفاجئ”
وتقول الوكالة إن الرفع المفاجئ للعقوبات كان بمثابة خطوة تقليدية من الرئيس ترمب، وقرار مفاجئ، وإعلان دراماتيكي، وصدمة ليس للحلفاء فقط، بل أيضاً لبعض مسؤولي إدارته المنفذين لتغيير هذه السياسات.
وتتابع: “بعد الإعلان، ارتبك المسؤولون بشأن كيفية رفع الإدارة لمستويات العقوبات، وأيٌّ منها سيُخفف، ومتى أراد البيت الأبيض بدء العملية”.
ويؤكد مسؤول أمريكي أنه قبل زيارة ترمب إلى السعودية، لم يكن هناك ما يشير بوضوح – على الأقل للمسؤولين داخل وزارتي الخارجية والخزانة العاملين على العقوبات – على أن الرئيس قد اتخذ القرار.
من جانبه، قال مسؤول في البيت الأبيض إن تركيا والسعودية طلبتا من ترامب رفع العقوبات والاجتماع بالشرع.
مسؤولون سوريون ضغطوا في واشنطن
بدوره، أكد جوناثان شانزر، وهو مسؤول كبير سابق في وزارة الخزانة الأمريكية ويشغل حالياً منصب المدير التنفيذي لمؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات، والذي التقى بمسؤولين سوريين خلال زيارتهم، أن مسؤولين سوريين كباراً كانوا في واشنطن الشهر الماضي وضغطوا بقوة من أجل رفع جميع العقوبات.
وتحدثت الوكالة عن تحديات خاصة في الحالة السورية، في مسألة رفع العقوبات، نظراً لمستويات التدابير المتعددة التي تعزل سوريا عن النظام المصرفي الدولي وتمنع العديد من الواردات الدولية.
وذكرت الوكالة أن العقوبات المفروضة بموجب “قانون قيصر” تزيد المهمة تعقيداً، إذ يتطلب إلغاء المشروع إجراءً من الكونغرس، إلا أنه يتضمن بنداً يسمح للرئيس بتعليق العقوبات لأسباب تتعلق بالأمن القومي، كما يمكن لترمب إصدار ترخيص عام بتعليق بعض العقوبات أو كلها.
رفع فوري للعقوبات
وكان المتحدث الإقليمي باسم الخارجية الأميركية، مايكل ميتشل، أكد خلال مقابلة خاصة مع تلفزيون سوريا، مساء الأربعاء، أن العقوبات التي فرضتها الرئاسة الأميركية سيتم رفعها على الفور.
وأضاف ميتشل، سنعمل على بدء رفع العقوبات عن سوريا بأسرع وقت ممكن، مؤكداً أن رفع العقوبات سيكون بشكل غير مشروط وفق رغبة الرئيس ترمب.
ووفقاً للمتحدث باسم الخارجية الأميركية، فإن الرئيس ترمب يريد رؤية تحسن الوضع في سوريا، موضحاً أن الهدف النهائي لنا هو تسوية العلاقات السورية الأميركية.
وأكدت الخارجية الأميركية أن رفع العقوبات خطوة مهمة لتوفير مستقبل أفضل للسوريين الذين عانوا من عبء هذه العقوبات، بحسب المتحدث باسمها.