انطلقت، اليوم الإثنين، في مدينة جنيف السويسرية أعمال الدورة الثامنة والسبعين لجمعية الصحة العالمية، بمشاركة وزير الصحة السوري الدكتور مصعب العلي، إلى جانب ممثلين عن الدول الأعضاء في منظمة الصحة العالمية، وذلك وسط تحديات مالية ووظيفية غير مسبوقة تواجه المنظمة الأممية.
ويُعقد الاجتماع هذا العام تحت شعار “عالم واحد من أجل الصحة”، ويُعد من أكبر الاجتماعات التي شهدتها المنظمة في تاريخها، في ظل سعي الدول إلى الاتفاق على رؤية شاملة لتعزيز النظم الصحية، ومكافحة الأوبئة، والاستجابة السريعة للطوارئ، لا سيما مع الضغوط المتزايدة على قدرة المنظمة في تلبية احتياجات الدول ذات الدخل المنخفض والمتوسط.
وتُطرح على طاولة المجتمعين في جنيف قضايا تمويلية حساسة، إذ تواجه المنظمة فجوة مالية تُقدَّر بأكثر من 1.7 مليار دولار خلال الفترة الممتدة بين عامي 2026 و2027، ما استدعى الإعلان عن سلسلة من الإجراءات التقشفية، من بينها تخفيض عدد الوظائف بنسبة 25% في بعض المكاتب، وتقليص عدد المديرين التنفيذيين إلى النصف تقريباً، إلى جانب خطط لنقل بعض المقار وتقليل تكاليف التشغيل.
وأكدت المنظمة أن هذه التدابير ضرورية لضمان استمرارية الخدمات الصحية الأساسية في الدول النامية، مع الحفاظ على القدرة التدخلية في مواجهة الأزمات العالمية، مثل مقاومة المضادات الحيوية، وتغيّر المناخ، وتطور مسببات الأمراض.
وتتناول الدورة الحالية أيضاً سبل تعزيز التنسيق مع الشركاء الدوليين، ومراجعة أولويات التمويل المستدام للمرحلة المقبلة، بما في ذلك إصلاح النظام الصحي العالمي، وتوسيع قدرة الاستجابة المستقبلية للجوائح والطوارئ الصحية.
