
دعت فرنسا والولايات المتحدة الأميركية إلى تعزيز التنسيق الثنائي بشأن تطورات الملف السوري، خلال اتصال هاتفي أجراه وزير الخارجية الفرنسي، جان نويل بارو، مع نظيره الأميركي ماركو روبيو.
وشدّد الجانبان، وفق ما ورد في بيان للخارجية الفرنسية، على أهمية العمل المشترك لضمان استقرار سوريا، والتعامل مع التحديات الأمنية والإنسانية فيها، بما يشمل تنسيق المواقف حيال الدور الإيراني والنفوذ المتصاعد في المنطقة. كما جدّدا التزام بلديهما بمنع إيران من تطوير أو امتلاك سلاح نووي.
وأكد الوزير بارو، خلال الاتصال على ضرورة التعاون الأميركي الفرنسي في ما يتعلق بالوضع في كلٍّ من سوريا ولبنان، مشيراً إلى أن الظروف الإقليمية الراهنة تتطلب تكثيف الجهود الدبلوماسية بين البلدين.
وشمل الاتصال أيضاً مناقشة التطورات في الشرق الأوسط، حيث أعاد وزير الخارجية الأميركي تأكيد دعم بلاده لجهود إسرائيل ضد حركة حماس، وتعهّده بمواصلة العمل لتحرير الرهائن المحتجزين في غزة.
من جانبه، أشاد الوزير الفرنسي بالدور الذي أدّته الدبلوماسية الأميركية في التوصل إلى وقف لإطلاق النار في القطاع، مؤكداً استعداد فرنسا للمساهمة في المراحل المقبلة من الاتفاق.
كما تطرّقت المحادثات إلى الوضع في أوكرانيا، حيث أعرب الوزيران عن اتفاقهما على ضرورة التوصل إلى سلام عادل ودائم بين روسيا وأوكرانيا عبر مفاوضات مباشرة، مشدّدَين على أهمية التنسيق الوثيق بين باريس وواشنطن في هذا الإطار.
واختُتم الاتصال بالتأكيد على قوة العلاقات التاريخية بين فرنسا والولايات المتحدة، وحرص الطرفين على تجديد التزامهما بالشراكة العابرة للأطلسي، خاصة مع تولي الإدارة الأميركية الجديدة مهامها رسمياً.
العلاقات الأميركية – السورية
وفي 29 من أيار الفائت، زار المبعوث الأميركي إلى سوريا، توم باراك، دمشق، والتقى الرئيس السوري أحمد الشرع، ووزير الخارجية أسعد الشيباني، في أول زيارة رسمية له منذ تكليفه بمنصب المبعوث الخاص إلى سوريا.
وخلال زيارته إلى دمشق، أعلن باراك أن الرئيس ترمب يعتزم إزالة اسم سوريا من قائمة الدول الراعية للإرهاب قريباً، مؤكداً أن الهدف الأساسي للإدارة الأميركية هو تمكين الحكومة الحالية في دمشق.
يُشار إلى أن الإدارة الأميركية اتخذت، خلال الأسابيع القليلة الماضية، عدة قرارات لدعم الحكومة السورية الجديدة، أبرزها ما أعلنه الرئيس ترمب من السعودية في 13 من أيار الفائت، إذ قرّر رفع العقوبات عن سوريا لتمكين البلاد من التعافي ودعم جهود الاستقرار فيها.
منذ سقوط نظام الأسد، اتخذت فرنسا خطوات ملموسة لإعادة العلاقات مع سوريا، منها إعادة فتح سفارتها في دمشق، وزيارة وفود دبلوماسية رفيعة المستوى. كما استقبل الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون نظيره السوري أحمد الشرع في باريس في أيار 2025، حيث ناقش الجانبان ملفات إعادة الإعمار والتعاون الاقتصادي، بما في ذلك مجالات الطاقة والطيران.