قالت صحيفة “جيروزاليم بوست” الإسرائيلية، إن ميزان القوى المتغير في محافظة درعا جنوبي سوريا مهم لإسرائيل، لأن درعا تقع على حدود هضبة الجولان المحتل، وهو موقع استراتيجي لإنشاء ونشر قوات إيرانية في المنطقة، بهدف استخدامها في أي مواجهة مستقبلية بين إسرائيل وإيران.
وأضافت الصحيفة في تقرير، أن التحول الروسي الواضح نحو الإذعان للرغبات الإيرانية المنعكسة في اتفاق درعا، لن يكون موضع ترحيب في إسرائيل.
وأشارت إلى أن اعتراض روسيا على الضربات الإسرائيلية ضد الأهداف الإيرانية في سوريا، مؤشر يضرب آمال إسرائيل في أن تلعب روسيا دوراً في الحد من نفوذ إيران في سوريا، مطالبة الحكومة الإسرائيلية بمراجعته.
واعتبرت الصحيفة أن هجوم النظام الأخير على درعا شكل محاولة إيرانية مباشرة لتحدي المشروع الروسي في درعا، إلا أن روسيا تخلت عن غموضها حول درعا، وأكدت أنها ستدعم النظام في حربه إن لم يوافق مقاتلو المعارضة على مطالب النظام.
ورات أن الأحداث الأخيرة في درعا تعكس الثقة الإيرانية المتزايدة، والتي يبدو أنها تنبع من تلاشي الالتزام الروسي بالوضع الراهن.
وأوضحت أن سبب هذا التحول الواضح في موقف روسيا أقل وضوحاً، لكن الاتجاه يبدو واضحاً، مرجحة أن يكون الإحساس بالضعف الأمريكي في المنطقة يساهم أيضاً في الجرأة الإيرانية، وتجاهل روسيا لمخاوف الحلفاء المحليين للولايات المتحدة.
وخلصت “جيروزاليم بوست” إلى أن النتيجة ستكون مزيداً من التقدم للمصالح الإيرانية في جنوب غرب سوريا، مشيرة إلى أن “هذا الاهتمام منسوج في الهياكل المتداعية لنظام الأسد. وهي تمثل طموحات واستراتيجية وأولويات مقررة في طهران لا في دمشق. وتمتد حالياً على طول الطريق حتى الحدود مع إسرائيل”.