أخبار دوليةأخبار سوريا

تقرير أمريكي يرجح حدوث انقسامات سياسية بين أجنحة النظام

قال مركز “ستراتفور” الأمريكي للدراسات الاستراتيجية والأمنية، إن التحديات السياسية للحرب السورية التي شارفت على نهايتها، على وشك التحول إلى شد حبل بين “الإصلاحيين” الذين يرغبون في إعادة انخراط النظام السوري مع العالم من جهة، و”المتشددين” الذين يريدون الحفاظ على سيطرة صارمة على اقتصاد البلاد ونظامها السياسي من جهة أخرى.

وجاء في تقرير لمحلل الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في المركز ريان بول، أن روسيا، الحليف العسكري المهم لدمشق، سوف تكون محاصرة بين “المتشددين” و”الإصلاحيين” داخل النظام، ما سيجبر موسكو على لعب دور الوسيط بشكل متزايد.

وأضاف التقرير أن الاحتجاجات الشعبية على تردي الأوضاع المعيشية، والتي وصلت إلى مناطق “الطائفة العلوية”، يمكن أن تؤدي لموجة اضطرابات، قد تجبر الجيش الروسي على لعب دور “صانع السلام”، ومن ثم تحويل تدخله في سوريا إلى “احتلال”.

وأوضح أن إعادة الاتصال بالعالم الخارجي ستفرض على النظام تقديم تنازلات للمعارضة السورية، مثل صفقة ما أو إضعاف سلطة الرئاسة، الأمر الذي يرفضه “المتشددون” في النظام.

وأشار التقرير إلى وجود مؤشرات تدل على أن الدائرة الداخلية مستعدة للتنازل، خاصة بعد تحقيق “نصر عسكري استراتيجي” في درعا.

ولفت إلى أن موسكو تفضل نهجاً أقل خطورة من “الحرب الأهلية”، مع الحفاظ على الانفراج مع واشنطن، ووقف اتفاقيات خفض التصعيد مع المعارضة المسلحة وتركيا.

ورأى أن روسيا ترغب من رئيس النظام بشار الأسد بدعم “الإصلاحيين”، والمصالحة مع بعض جماعات المعارضة، والابتعاد عن استراتيجية الأرض المحروقة التي قد تدفع البلاد بعيداً عن إعادة الإعمار.

وبحسب التقرير، فقد تضطر روسيا إلى تحمل مخاطر أكبر في متابعة استراتيجيتها، الهادفة للحفاظ على قاعدتها البحرية في طرطوس، وبناء المصداقية كقوة عظمى، ولذلك من المرجح أن تلعب موسكو دوراً أعمق في تهدئة التوترات بين “المتشددين” و”الإصلاحيين”، كما حدث مؤخراً في درعا جنوبي سوريا.

ولكنه حذر من أن موسكو تخاطر بعزل الدائرة التي تلعب دوراً رئيساً في الحفاظ على موقف روسيا في سوريا، في حال استخدام نفوذها لدفع “المتشددين” داخل النظام نحو الإصلاح.

وخلص التقرير إلى أن الدائرة المتشددة المعتمدة على دعم طهران، الداعمة لحرب شاملة لفرض سيطرة النظام على كامل سوريا، قد تشجع على مقاومة طلبات الإصلاح الروسية، وإجبار موسكو على الخيار بين إنهاء تدخلها أو إحياء تكتيكات حقبة الحرب الباردة في محاولة اختيار قادة الدول الحليفة لها.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى