أكد مدير الأمن العام اللبناني اللواء عباس إبراهيم، أن النظام السوري اعتقل لاجئين سوريين لدى عودتهم من لبنان إلى بلادهم، مشدداً على أن الذين يرغبون في العودة يتحملون مسؤولية هذا الخيار بأنفسهم.
وفي حوار مع موقع “The Cradle”، قال إبراهيم: “في إحدى المرات، سجلنا اسم سوري أراد العودة. رفعنا الاسم إلى السلطات السورية التي قالت لنا إن بإمكانه العودة. عند وصوله إلى الحدود، تم اعتقاله على الفور”.
وأضاف: “اتصلنا بمكتب اللواء (علي) مملوك لإبلاغهم بما حدث، وكان الجواب أنهم أخطأوا في التحقق. واتفقنا على عودته إلى لبنان. هذا فقط من أجل الشفافية”، وفق قوله.
وأشار إلى أن “هناك سفارات ومنظمات دولية أبلغتنا باعتقال بعض العائدين وتعذيبهم في سوريا”، وتابع: “سألنا السلطات السورية عنهم، لكنهم أنكروا ذلك وطلبوا تزويدهم بأسماء الذين يُزعم أنهم تعرضوا للتعذيب”.
ورداً على سؤال حول ما إذا كان الأمن اللبناني يتحقق من عودة اللاجئين السوريين إلى منازلهم أو يتم اعتقالهم، شدد إبراهيم على أنه لا علاقة للأمن اللبناني بذلك، مشيراً إلى أن “العودة طوعية وهذا اختيارهم. ومن الواضح أن أولئك الذين يرغبون في العودة يتحملون مسؤولية هذا الخيار بأنفسهم”.
وعلى صعيد العلاقات مع النظام، أعرب إبراهيم عن تأييده لفتح الحدود اللبنانية المطلقة مع سوريا، وتطبيع التجارة بين لبنان والنظام السوري، وتوقيع اتفاقيات اقتصادية ثنائية، معتبراً أن قضية فتح الحدود مع سوريا “خطوة ضرورية للغاية”، بغض النظر عن القضايا السياسية.
ورأى أن لبنان يتكبد الكثير من الخسائر، لا سيما على الصعيد الاقتصادي، بسبب غياب التنسيق اقتصادي بين لبنان وسوريا.
وحول إيصال الطاقة إلى لبنان، بيّن إبراهيم أنه لابد أن يمر كل من الغاز والكهرباء عبر الأراضي السورية، ولا توجد طريقة للتغلب على هذه الحقيقة، ولذلك من الضروري التنسيق مع النظام، مشيراً إلى أن قانون “قيصر” الأمريكي للعقوبات على النظام السوري والمتعاملين معه، منع لبنان من استجرار الكهرباء من سوريا، ورفضت واشنطن سابقاً منح أي استثناء في هذا الجانب.
وأوضح إبراهيم أنه تواصل مع رئيس مكتب الأمن القومي اللواء علي مملوك، بشأن إيصال الطاقة إلى لبنان عبر الأراضي السورية، وأن مملوك رد في اليوم التالي بموافقة النظام على المبدأ، وطلب زيارة وفد لبناني رسمي إلى دمشق لبحث القضايا، متعهداً بأن النظام سيوافق على أي نتيجة تصدر عن الاجتماع.
ووصف مسؤولي النظام بأنهم “متعاونون للغاية”، وهم دائماً إيجابيون بشأن المساعدة في تلبية احتياجات لبنان، لكنهم كانوا ينتظرون علاقة رسمية صحية مع لبنان.
ولفت إبراهيم إلى أنه يتواصل مع مملوك باستمرار، وغالباً ما تتم مناقشة وتبادل المعلومات حول القضايا الأمنية، وتحديداً ملفات “القاعدة” و”الإرهاب”، لافتاً إلى أنه التقى برئيس النظام بشار الأسد، منذ عام ونصف، حاملاً رسالة من الرئيس اللبناني ميشيل عون