سلط تقرير أمريكي نشره “معهد واشنطن لدراسات الشرق الأدنى”؛ الضوء على الدعم اللا محدود الذي قدمه النظام السوري لتنظيم “داعش” من أجل القضاء على الثورة السورية.
وجاء في التقرير الذي أعده “ماثيو ليفيت”، مدير برنامج “راينهارد” للاستخبارات ومكافحة الإرهاب، أن استخبارات النظام السوري دعمت تنظيم “داعش” بأشكال متعددة في أكثر مراحل تمدده في سوريا.
وأضاف أن النظام تفرغ حينها لقتال بقية فصائل الثورة السورية، وحقق فائدة كبيرة عبر تصوير المناطق الخارجة عن سيطرته بأنها مناطق إرهابية، لتشويه صورة الثورة.
وأوضح المعهد أن أولى عمليات التسهيل لصعود التنظيم كانت قيام النظام بإطلاق سراح بعض المرتبطين بأفكار التنظيم، لتمكينهم من تشكيل حجر الأساس، وكانت فيما بعد ذات شأن، كأبي لقمان، القيادي البارز في التنظيم.
وأشار التقرير إلى أن الهدف من إطلاق سراح أمثال أبي لقمان هدفه تحويل مسار الثورة السلمية، كما عمل النظام مرارًا على الامتناع عن مهاجمة مواقع التنظيم، كما انسحب التنظيم من عدة مواقع لصالح النظام للالتفاف على فصائل الثورة، كما حدث في شمال حلب، وهو ما أفضى لحصار المدينة.
ولفت المعهد إلى أن النظام السوري أقام علاقات تجارية مع التنظيم شرقي سوريا، واستورد النفط من مناطق سيطرته، بشكل متكرر، وهو ما أكدته تقارير صادرة في العام 2015.
كما بدا ذلك واضحًا من خلال عقوبات الاتحاد الأوروبي على رجل الأعمال الموالي للنظام جورج حسواني، المتهم بدور الوسيط في عمليات بيع التنظيم النفط للنظام السوري.
كما تحدث التقرير عن مبادلات تجارية في مجال المواد الغذائية كالحبوب، بين مناطق النظام، والمناطق الخاضعة لسيطرة التنظيم، وخصوصًا شمال شرقي سوريا، وعن سماح النظام للمصارف التابعة له بمواصلة عملها ضمن مناطق التنظيم.
واستغرب تقرير المعهد من عدم قيام تحالف عالمي لمواجهة التهديد الذي يشكله النظام السوري الذي ارتكب مجازر فاقت ما ارتكبه داعش بكثير، بل وكان المُسهّل الرئيسي لتحركات التنظيم.