قال الكاتب مايكل هول في مقال بموقع “ناشيونال إنترست” الأمريكي، إن الإدارة الأمريكية تقدم ضمانات بأنه لن يكون هناك إنسحاب من سوريا، حيث ينخرط الأمريكيون في “حرب قاسية” أخرى بعد أفغانستان.
ويرى أن الوعود بالبقاء في سوريا “خطأ إستراتيجيا وإلتزاماً بمهمة غير مستدامة، ومن دون تحديد هدف واضح يمكن تحقيقه”.
وأضاف هول: “الدفاع عن الأكراد يبدو كأنه واحدا من الأسباب التي تقف خلف قرار الإدارة الأمريكية بإطالة أمد إنتشار ما يصل إلى 900 جندي في سوريا.
ويرى الكاتب أنه “عوضا عن إستخدام القوات الأمريكية كحامٍ لأكراد سوريا، فإنه سيكون أكثر حكمة وضع حد للتدخل الأمريكي في سوريا”.
وأشار إلى الأكراد في موقف لا يحسدون عليه على خلفية التهديدات التركية الجديد بشن عملية عسكرية ردا على عمليات للميليشيات الكردية.
وأضاف: “صحيح أن المقاتلين الأكراد قاتلوا إلى جانب القوات الأمريكية لطرد تنظيم داعش من كل الأراضي التي كانوا يسيطرون عليها، لكن الولايات المتحدة تدافع عن الأكراد في مواجهة تركيا، الدولة العضو في حلف شمال الأطلسي والتي تستضيف أسلحة نووية أمريكية”.
وأردف: “بإمكاننا أن نكون ممتنين للمساعدة الكردية ضد داعش، والإعتراف في الوقت نفسه بأن المصالح تفترق في بعض الأحيان، وما من سبب للإعتقاد أن الأكراد أو أي طرف غير أمريكي، مخول الحصول على حماية أبدية من القوات الأمريكية”.
ويعتقد الكاتب أنه “ليس بالمفاجئ أن يكون الوجود الأمريكي في سوريا بلا هدف، منذ سقطت خلافة” داعش”.
وأكد أن هذا ما يطرح أسئلة مشروعة حول السبب الذي سيكون الجنود الأمريكيون من أجله معرضين للمسيرات والصواريخ والقوافل الروسية، التي يزعم المسؤولون في واشنطن أنها نتيجة للحرب الأهلية السورية التي يمكن أن تعرض الأمن الأمريكي للخطر.
وذهب للقول إنه “بصراحة أكبر، لا تشكل سوريا جائزة يمكن الولايات المتحدة أن تطمع فيها”.
وقال هول: “بالنسبة للأكراد، فإنه الإعلان الأمريكي عن الإنسحاب في 2019، دفع بهم إلى المسارعة لإبرام إتفاق مع الحكومة السورية كي توفر لهم الحماية”.
وبحسب الكاتب: “ما يمكن إستخلاصه من ذلك، هو أن الأكراد يهتمون بمن يؤمن لهم الحماية وسبل البقاء، أكثر مما يهتمون بهوية من يوفر لهم هذه الحماية”.
ولفت أنه من الممكن للولايات المتحدة أن تشجعهم على الدخول في ترتيبات للحماية من دون أن يتوقعوا بقاء القوات الأمريكية في مناطقهم إلى الأبد.
وفي حال سعى الأكراد مجددا إلى إتفاق مع دمشق، فإن الدعم الروسي للحكومة السورية يوفر لهم رادعاً قوياً، يمنع تركيا من إتخاذ إجراءات متطرفة ضدهم، بحسب الكاتب.