أكدت إيران على لسان وزير خارجيتها، أن الجولة الثامنة من المفاوضات بشأن الاتفاق النووي التي انطلقت الاثنين، ستركز على الضمانات بعدم انسحاب واشنطن مجددا منه، والتحقق من رفع عقوباتها على طهران.
وقال الوزير حسين أمير عبداللهيان: “اليوم تبدأ جولة جديدة من المباحثات في فيينا. جدول الأعمال هو مسألة الضمانات والتحقق” من رفع العقوبات الأمريكية بحال العودة للاتفاق، وفق ما نقلت وكالة الأنباء الرسمية “إرنا”.
وأضاف أن “الأهم بالنسبة إلينا هو الوصول الى نقطة يمكننا من خلالها التحقق من أن النفط الإيراني سيباع بسهولة ومن دون أي حدود، وأن الأموال لقاء هذا النفط ستحوّل بالعملات الأجنبية إلى حسابات مصرفية تابعة لإيران، وأنه سيمكننا الاستفادة من كل العوائد الاقتصادية في قطاعات مختلفة”.
في سياق متصل، قال المتحدث باسم الخارجية الإيرانية، سعيد خطيب زاده، إنه “إذا التزمت الوكالة الدولية للطاقة الذرية بالأطر الفنية والمهنية لعملها، فلا توجد مشكلة في استمرار عمليات التفتيش”.
وتابع بأن “الترويكا الأوروبية لم تظهر أي جدية بشأن المفاوضات”، مؤكدا أن “طهران مستعدة لأن تعود عن خفض التزاماتها النووية إن التزمت جميع الأطراف بتعهداتها”.
وتابع بأن الطرف الإيراني تبادل مع الولايات المتحدة “بعض النصوص غير الرسمية”.
وأضاف: “لا نتفاوض معها بصورة مباشرة. نحن في فيينا لنصل إلى الاتفاق بأسرع وقت ممكن”.
وتستعد إيران والدول التي لا تزال منضوية في الاتفاق المبرم عام 2015 (روسيا، الصين، بريطانيا، فرنسا، وألمانيا)، وبمشاركة أمريكية غير مباشرة، لبدء الجولة الثامنة من المباحثات الهادفة لإحياء الاتفاق الذي انسحبت منه الولايات المتحدة عام 2018 في عهد رئيسها السابق دونالد ترامب.
وأتاح الاتفاق رفع عقوبات كانت مفروضة على طهران، في مقابل تقييد أنشطتها النووية وضمان سلمية برنامجها.
إلا أن واشنطن أعادت بعد انسحابها، فرض عقوبات قاسية على طهران طالت قطاعات اقتصادية عدة من أبرزها تصدير النفط. وردت طهران اعتبارا من عام 2019، بالتراجع تدريجيا عن غالبية التزاماتها الأساسية بموجب الاتفاق.
وأجريت ست جولات من المباحثات بين نيسان/ أبريل وحزيران/ يونيو، قبل أن تعلّق لنحو خمسة أشهر، وتستأنف اعتبارا من 29 تشرين الثاني/ نوفمبر.
وخلال الجولة السابقة، تحدث دبلوماسيون أوروبيون عن تحقيق “تقدم على المستوى التقني”، محذّرين من أن الوقت يضيق أمام الاتفاق.
من جهتها، أكدت طهران أن الأطراف الأخرى وافقت على إضافة ملاحظات ونقاط جديدة طرحها وفدها المفاوض برئاسة علي باقري، الى النقاط التي تمت مناقشتها في الجولات بين نيسان/ أبريل و حزيران/ يونيو.
وقال أمير عبداللهيان: “توصلنا إلى وثيقة مشتركة حول المسألة النووية، والعقوبات”.
وأبدى جو بايدن الذي خلف ترامب كرئيس للولايات المتحدة، عزمه على إعادة بلاده الى الاتفاق، لكن بشرط عودة إيران إلى الامتثال لالتزاماتها بموجبه. وفي المقابل، تؤكد طهران أولوية رفع العقوبات وضمان عدم انسحاب واشنطن من الاتفاق مجددا.