أخبار سوريا

الفاتيكان يدعو لرفع العقوبات المفروضة على سوريا

دعا مسؤول الشؤون الإنسانية في الفاتيكان، أليستر داتون، إلى رفع فوري العقوبات الغربية المفروضة على سوريا، مشيراً إلى أن هذه العقوبات “لم تعد مبررة الآن”.

وفي تصريحات لصحيفة “ناشونال كاثوليك ريبورتر”، قال داتون، وهو من رجال الدين الكاثوليك والأمين العام لمنظمة “كاريتاس الدولية” الإنسانية، إن “السوريين شعب كفء ومتعلم بدرجة عالية، لكن هذه العقوبات تقطع أرجلهم من تحتهم”.

وأضاف أن “الجريمة الحقيقية والمشكلة في هذه العقوبات أنها لا تؤذي أصحاب السلطة، فالأسد نفسه لم يتأثر بها أبداً”، موضحاً أن “الناس العاديين في الشوارع والمواطنين البسطاء هم من يتضررون أكثر من هذه العقوبات”.

ومنذ بداية الحرب في سوريا، أجرى المسؤول في الفاتيكان عدة زيارات إلى سوريا، كان آخرها مطلع العام 2024، وذكر أنه كان “حريصاً على العودة لتقييم الوضع بعد استلام النظام الجديد للسلطة”.

وذكر داتون أن “رسالتي الأساسية بعد العودة هي أنه لم يعد هناك أي مبرر للعقوبات المفروضة، هذه العقوبات تشل البلاد بأكملها، وتجعل من المستحيل على الناس إعادة بناء منازلهم، سواء دُمرت بسبب الحرب أو الزلزال”.

العقوبات وضعت سوريا في حالة من الجمود

وفي كانون الأول 2024، زار مسؤول الشؤون الإنسانية في الفاتيكان سوريا، وتنقل بين دمشق وحلب، والتقى مع قادة مدنيين ودينيين وموظفي الأمم المتحدة، لتقييم الوضع بعد سقوط نظام الرئيس المخلوع، بشار الأسد.

وخلال محادثاته مع بعض الجهات الفاعلة في البلاد، قال داتون إنه “كان هناك إجماع واسع على أن العقوبات الدولية المفروضة لمعاقبة نظام الأسد قد وضعت البلاد في حالة من الجمود”.

وأضاف أن “نظام الأسد لم يعد قائماً، فإما أن تُرفع العقوبات أو سيبدو الأمر وكأنها موجهة ضد الشعب السوري بحد ذاته، بغض النظر عمن يتولى السلطة”، مؤكداً أن العقوبات “لم تعد مبررة على الإطلاق”.

الحكومة المؤقتة تحاول أن تفعل الشيء الصحيح

وعن مشاهداته خلال زيارته إلى سوريا، قال داتون إنه لاحظ غياب الزي العسكري، رغم أن معظم المسؤولين عند نقاط التفتيش والمعابر الحدودية كانوا مسلحين لكنهم يرتدون ملابس مدنية.

وأوضح أنهم “كانوا مهذبين ولطيفين وكفاءتهم ملحوظة، خاصة مقارنة ببعض الزيارات السابقة”، مشيراً إلى أنه “لمس رغبة قوية من السكان المحليين للتخلص من الماضي والبدء من جديد”.

وأكد أن الحكومة السورية المؤقتة “تبدو وكأنها تحاول بصدق أن تفعل الشيء الصحيح”، لكنه أشار إلى أنه “من المبكر جداً تقييم ما يعنيه ذلك بالنسبة لمعاملة الأقليات والنساء في البلاد، وفي أفضل الأحوال هناك تفاؤل حذر”.

ودعا مسؤول الشؤون الإنسانية في الفاتيكان المسيحيين الكاثوليك إلى “إظهار التضامن والرحمة بكل طريقة ممكنة”، مشدداً على أن السوريين “يحتاجون إلى معرفة أنهم لم يُنسوا، وأن الكاثوليك حول العالم يهتمون بهم ويستثمرون في مستقبلهم”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى