أخبار سوريا

لجنة التحقيق الدولية توثق نهب قوات النظام المخلوع لممتلكات النازحين السوريين

وثقت لجنة التحقيق الدولية المستقلة بشأن سوريا، التابعة للأمم المتحدة، عمليات نهب واسعة النطاق بحق ممتلكات النازحين واللاجئين السوريين، بلغت حدود تفكيك وتدمير منازل بكاملها في شكل منهجي في جميع أنحاء المناطق، قبيل الإطاحة بنظام الأسد في كانون الأول الفائت.

وأصدرت اللجنة تقريراً جديداًيوم الخميس، حمل عنوان “النهب والسلب: الاستيلاء غير المشروع وتدمير ممتلكات اللاجئين والنازحين داخلياً في سوريا”، بالاعتماد على تحليل صور الأقمار الصناعية ومقاطع الفيديو والصور الفوتوغرافية الموثوقة بالإضافة إلى الروايات المباشرة.

وأوضح التقرير أن المناطق الأكثر تضرراً بالنهب هي تلك التي استعادت قوات النظام المخلوع السيطرة عليها في الفترة ما بين 2016-2020، كما حمّل بعض أطراف المعارضة مسؤولية الاستيلاء على بعض المنازل في الشمال السوري لإيواء مقاتليهم والعائلات النازحة من مناطق سيطرة النظام المخلوع.

عمليات “التعفيش”

وأشار التقرير إلى أنه في أعقاب التصعيد الهائل (عملية ردع العدوان) في 27 تشرين الثاني وصولاً إلى سقوط نظام الأسد في 8 كانون الأول، فر عشرات الآلاف من المدنيين مرة أخرى من الأعمال العدائية مع انتقال المناطق إلى أيادٍ أخرى.

وبحسب التقرير، فإنه في المناطق المتضررة من النزوح الكبير، لم تكتف قوات النظام المخلوع بسرقة الأدوات المنزلية والأثاث والأشياء الثمينة من منازل النازحين واللاجئين، بل فككت أيضاً الأسقف والأبواب والنوافذ والقضبان الحديدية والأسلاك الكهربائية وأدوات السباكة، ما جعل الأحياء بأكملها غير صالحة للسكن، مستشهدا بمثال الجراد الذي يجرد الأراضي الزراعية والغابات من كل الخضرة الصالحة للأكل، فلا تترك سوى الأرض العارية والفروع.

وأشار إلى أن السوريين يطلقون على مثل هذا النهب على نطاق صناعي اسم “التعفيش”، وهو واضح في صور الأقمار الصناعية.

نهب منهجي

وأفاد التقرير بأن عمليات النهب المنهجي جرت على نطاق واسع في الغالب في المناطق التي تسيطر عليها قوات النظام المخلوع، ومن قبل تلك القوات.

وأضاف أن تحقيقات لجنة التحقيق الدولية تظهر أن عمليات النهب المنهجي كانت تتم بتنسيق من أفراد من “الجيش السوري” السابق، مثل الفرقة الرابعة، وقوات الأمن والميليشيات التابعة لها، الذين أبرموا اتفاقيات تجارية مع مقاولين من القطاع الخاص أو تجار مهتمين بالحصول على المواد المنهوبة، بما في ذلك المواد الخام.

وكانت الشاحنات تنقل المواد المنهوبة للبيع في الأسواق، بما في ذلك بعض الأسواق التي أنشئت خصيصا لهذا الغرض، مثل “السوق السنية” التي كانت تبيع المواد المنهوبة من منازل اللاجئين والنازحين “السنة” في حمص.

وأضاف التقرير أنه في المناطق التي تسيطر عليها الجماعات المسلحة (المعارضة)، لم يتم تدمير منازل اللاجئين والنازحين في هذه المناطق عادة، بل كانت تستخدم بدلاً من ذلك لإيواء ملايين النازحين الذين فروا شمالا من المناطق التي كان يسيطر عليها النظام المخلوع. وفي بعض الأحيان، خصصت الجماعات المسلحة منازل النازحين واللاجئين لمقاتليها ليعيشوا فيها مع عائلاتهم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى