![](https://souriapost.com/wp-content/uploads/2025/02/IMG_6852.jpeg)
التقى وزير الخارجية السوري، أسعد الشيباني، بعدد من أعضاء الكونغرس الأميركي، على هامش النسخة الـ61 من مؤتمر ميونخ للأمن في مدينة ميونخ الألمانية.
وذكرت وزارة الخارجية السورية أن الشيباني التقى السيناتور جو ويلسون، والسيناتور سيث مولتون، والسيناتور مايكل ماكول، خلال فعاليات المؤتمر.
وأشارت الوزارة، في وقت لاحق، إلى أن الشيباني عقد لقاءً جانبياً مع السيناتور جين شاهين والسيناتور جيمس ريش.
وخلال السنوات الماضية، لعب السيناتور جيمس ريش، الذي يشغل منصب رئيس لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ الأميركي، وزميله في الحزب الجمهوري جو ويلسون، دوراً بارزاً في عزل نظام الأسد ومنع إعادة تأهيله دولياً.
وعلى وجه التحديد، يمتلك ويلسون سجلاً حافلاً في معارضة نظام بشار الأسد، إذ دعم مشاريع قرارات ترفض التطبيع معه، كما يُعدّ عرّاب قانون “قيصر”.
وفي تعليقه على لقائه بالشيباني، قال ويلسون في تغريدة على منصة “إكس”: “يسعدني أن ألتقي بوزير الخارجية السوري أسعد الشيباني، برفقة رئيس الحزب الجمهوري الفخري في مجلس النواب الأميركي، النائب مايكل ماكول، والنائب سيث مولتون”.
وأضاف: “نريد لسوريا الحرة أن تنجح. إن سوريا الديمقراطية تصب في مصلحة الولايات المتحدة، كما أن تخفيف العقوبات عليها من شأنه أن يساعد السوريين على العودة إلى ديارهم وإعادة البناء”.
تحديات السياسة الأميركية تجاه سوريا
اعتبر السيناتور الأميركي جيمس ريش، رئيس لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ، أن انهيار نظام الأسد يضع الولايات المتحدة أمام تحديات كبيرة في إدارة سياستها تجاه سوريا، محذراً من المخاطر المترتبة على أي قرارات متسرعة.
وأوضح ريش، خلال جلسة استماع عقدتها اللجنة في 13 من الشهر الجاري بعنوان “ما بعد الأسد: إدارة السياسة تجاه سوريا”، أن سقوط النظام يمثل لحظة فارقة في الشرق الأوسط، مشيراً إلى أن الأوضاع الأمنية والإنسانية تتطلب تقييماً دقيقاً قبل اتخاذ أي خطوات جديدة.
ولفت إلى أن التطورات الأخيرة، لا سيما بعد عملية “طوفان الأقصى” في 7 تشرين الأول 2023، أدت إلى تغييرات جوهرية في المشهد السياسي الإقليمي، مؤكداً أن نظام الأسد، الذي ظل رمزاً للقمع لسنوات، شهد انهياراً سريعاً لم يكن متوقعاً.
وشدد ريش على ضرورة دراسة خيارات التعامل مع سوريا بحذر، محذراً من أن التسرع في تقديم الدعم أو رفع العقوبات قد يمنح روسيا وإيران فرصة جديدة لتعزيز نفوذهما في المنطقة، مما قد يعيد إنتاج التهديدات الأمنية التي حاولت الولايات المتحدة تقليصها.
وأشار رئيس لجنة العلاقات الخارجية إلى أن سوريا كانت لعقود معبراً للأسلحة الإيرانية ومركزاً لتمويل الجماعات الإرهابية، مشدداً على أهمية ضمان عدم تحول البلاد مجدداً إلى ملاذ آمن للعناصر المتطرفة. كما حذر من “التداعيات السلبية” للانسحاب الأميركي من المشهد دون وضع ضمانات تحول دون عودة الفوضى.
وأكد ريش أن النظام السابق لعب دوراً محورياً في تجارة المخدرات بالمنطقة، محذراً من أن استمرار شبكات الاتجار بالمخدرات قد يعرقل أي جهود لإرساء الاستقرار. كما شدد على ضرورة التزام الحكومة المؤقتة الجديدة بمكافحة هذه الظاهرة لضمان الدعم الدولي.
وفي سياق متصل، طالب ريش بضمان خروج روسيا وإيران نهائياً من سوريا، مشيراً إلى أن استمرار الوجود العسكري الروسي في البحر المتوسط يمثل تهديداً استراتيجياً للولايات المتحدة وحلفائها، ويجب معالجته ضمن أي تسوية سياسية مقبلة.
كما شدد على ضرورة تأمين الإفراج عن المعتقلين الأميركيين في سوريا، وعلى رأسهم الصحفي أوستن تايس، مؤكداً أن هذا الملف يجب أن يكون أولوية في أي مفاوضات مع الإدارة الجديدة في سوريا.
وفي ختام حديثه، حذر السيناتور من عودة الحكم الاستبدادي بأي صيغة كانت، مؤكداً أن أي سلطة جديدة يجب أن تعمل على تحقيق انتقال سياسي حقيقي يمنح الشعب السوري حق تقرير مصيره. وأضاف أن الولايات المتحدة لن تقدم دعمها دون رؤية خطوات فعلية نحو الإصلاح السياسي، وأن أي تخفيف للعقوبات الأميركية سيكون تدريجياً، بناءً على سلوك الأطراف المعنية.