أخبار سوريا

أذربيجان تدخل على خط الإعمار والمفاوضات في سوريا

في مؤشر على تحولات إقليمية لافتة في المشهد السوري بعد سقوط نظام الرئيس المخلوع، بشار الأسد، زار وفد حكومي أذربيجاني رفيع دمشق مطلع الشهر الجاري، بدعوة من الحكومة السورية المؤقتة، في خطوة وصفت بأنها جزء من توجه باكو لتعزيز حضورها في الشرق الأوسط وخصوصاً في سوريا.

وقاد الوفد نائب رئيس الوزراء الأذربيجاني، سمير شريفوف، حيث التقى بالرئيس السوري، أحمد الشرع، لبحث آفاق التعاون في مجالات الاقتصاد والطاقة والثقافة والتعليم.

وجاءت زيارة الوفد الأذربيجاني بعد لقاء جمع الرئيس الشرع بالرئيس الأذربيجاني، إلهام علييف، على هامش منتدى أنطاليا الدبلوماسي في تركيا.

ووفق تقرير نشره مركز “ستيمسون” الأميركي للدراسات، فإن التواصل الدبلوماسي المتزايد بين أذربيجان وسوريا في فترة ما بعد نظام الأسد يعكس إعادة تقييم سياسة باكو الخارجية، وانخراطها العملي مع الشرق الأوسط، بالإضافة إلى الفرص التي أتاحها انهيار نظام الأسد الذي كان يميل نحو منافس باكو، أرمينيا.

شراكة استراتيجية جديدة ووساطة مع تل أبيب

يشير المراقبون إلى أن أذربيجان تسعى لاستثمار الانفتاح السوري بعد الإطاحة بنظام الأسد، لتعزيز حضورها الدبلوماسي والاقتصادي، خاصة أن النظام المخلوع كان أكثر ميلاً إلى التحالف مع خصمها الإقليمي أرمينيا.

وفي الأشهر الماضية، انضمت أذربيجان إلى قائمة دول مسلمة، منها تركيا والإمارات، أقامت علاقات رسمية مع السلطات الإسلامية الجديدة في دمشق، عبر إرسال مساعدات إنسانية ودعم جهود إعادة الإعمار.

وبحسب التقرير، تنظر دمشق إلى أذربيجان كشريك مفيد نظراً لعلاقاتها الوثيقة بكل من تركيا وإسرائيل، وسط حديث عن دور محتمل لباكو في التوسط بين سوريا وإسرائيل، وكذلك بين تل أبيب وأنقرة.

كما استضافت أذربيجان عدة اجتماعات بين الجانبين التركي والإسرائيلي، بهدف تخفيف التوترات في الساحة السورية وإنشاء آلية تنسيق عسكري مشترك.

“سوكار” على الأراضي السورية.. درع دبلوماسي ضد الغارات الإسرائيلية؟

وفي تطور لافت، تطرح سوريا إمكانية استضافة بنى تحتية تابعة لشركة النفط الأذربيجانية الحكومية “سوكار”، ليس فقط لتعزيز مشاريع الطاقة المتجددة وإعادة إعمار حقول النفط، بل أيضاً كوسيلة لردع إسرائيل، التي قد تتردد في استهداف منشآت تابعة لحليفها المحتمل في القوقاز.

وتزامنت هذه الخطوات مع لقاء رتبته أذربيجان، في 25 نيسان الماضي، جمع مسؤولين من الاستخبارات السورية مع رئيس جهاز الاستخبارات الخارجية الروسي، سيرغي ناريشكين، في وقت تسعى فيه روسيا إلى الحفاظ على علاقاتها وقواعدها العسكرية في سوريا عقب انهيار تحالفها الذي دام أربعة عقود مع نظام الأسد.

عقبات أميركية وفرص جديدة

وأكد تقرير مركز “ستيمسون” أن رفع العقوبات الأميركية عن سوريا “يُعتبر تحولاً كبيراً يمهد الطريق أمام مشاريع أذربيجانية طويلة الأجل في سوريا”.

ونقل التقرير عن خبراء ومراقبين قولهم إن الدور الأذربيجاني المتصاعد في سوريا قد يمنح دمشق مساحة أوسع للمناورة بين القوى الفاعلة، من تركيا إلى إسرائيل وإيران وروسيا، في حين تعزز باكو موقعها كفاعل وسيط في واحدة من أعقد ساحات الصراع في الشرق الأوسط.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى