من سوريا إلى أوكرانيا.. بوتين ينكسر وتطور غير عادي وسحب الجنود بدأ
أعلنت وزارة الدفاع الروسية، عن تكليف الجنرال سيرغي سوروفيكين بقيادة القوات الروسية المشاركة في العملية العسكرية في أوكرانيا، وذلك بعد توالي الهزائم على جبهات شرقي أوكرانيا.
وذكرت وكالة “تاس” الروسية، أنَّ “الجنرال سوروفيكين ترأس سابقاً المنطقة العسكرية الشرقية لروسيا، وقاد القوات الروسية في سوريا”.
وقال متحدث وزارة الدفاع إيغور كوناشينكوف، في تصريح صحفي: إنَّ سوروفيكين “سيقود مجموعة القوات المشتركة في منطقة العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا”، بحسب “تاس”.
دوره في سوريا وفقاً لقناة “TRT” التركية، فإنَّ سوروفيكين شارك في العملية العسكرية الروسية في سوريا، متولياً قيادة مجموعة القوات الروسية في إطار مهمتين له في عامي 2017 و2019، ما جعله يتمتع بخبرة واسعة في الحروب.
ووفق عدد من المتابعين فقد كانت تلك الفترة حساسة جداً للقوات الروسية ونظام الأسد في سوريا، وكانت فترة حسم السيطرة، إذ تمكن النظام من استرجاع آلاف الكيلومترات التي كانت تسيطر عليها المعارضة على عدد من الجبهات بخاصة في مناطق محافظات درعا وريف دمشق وحماة وحمص وإدلب وحلب.
وكان سوروفيكين ظهر في احتفال مع عدد من الجنرالات الروس في قاعدة حميميم الجوية التي أنشأتها روسيا في محافظة اللاذقية غربي سوريا، ووقتها انتشر مقطع فيديو لجنرال روسي وهو يمسك رئيس النظام السوري بشار الأسد من يده ويمنعه التقدم إلى الصفوف الأمامية.
واعتبر ناشطون سوريون الجنرال الروسي أحد المسؤولين الرئيسين عن تدمير المدن والبلدات السورية لاتباعه سياسة الأرض المحروقة والقوة الغاشمة بخاصة الضربات الجوية بدلاً من أسلوب الكر والفر.
وقال تقرير لـ”هيومن رايتس ووتش” عام 2020: إنَّ الجنرال سوروفيكين أحد القادة الذين يتحملون مسؤولية الانتهاكات في سوريا وبخاصة في أثناء الهجوم على إدلب. ومن المتوقع أن يواجه القائد الجديد للعملية العسكرية الروسية الخاصة في أوكرانيا تحديات كبيرة، بالنظر إلى النجاحات التي حققتها القوات الأوكرانية في استعادة أراضيها.
من هو القائد الجديد؟ وحسب المعلومات المتداولة، فإنَّ سوروفيكين البالغ 55 عاماً من مواليد مدينة نوفوسيبيرسك الواقعة في سيبيريا ويؤدي الخدمة بالقوات المسلحة السوفييتية ثم الروسية منذ العام 1983.
وتدرج سوروفيكين، في المناصب بالجيش الروسي، منذ 1987، إذ بدأ قائداً لفصيلة المشاة الميكانيكية. وعام 1995 تخرج سوروفيكين في كلية فرونزي العسكرية بمدينة أومسك قبل أن يتولى منذ 1998 مجموعة مناصب قيادية بعدد من فرق البندقية الآلية، ثم بمختلف الدوائر العسكرية، إلى أن جرى تعيينه قائداً للقوات الجوية الفضائية الروسية نهاية 2017.
لدى سوروفيكين سجل عسكري ميداني حافل كونه شارك بمجموعة حروب، بما فيها النزاع المسلح في طاجيكستان بتسعينيات القرن الماضي والحرب الشيشانية الثانية (1999-2000)، ومُنح أوسمة بطل روسيا، والقديس جورج من الدرجة الرابعة، والشجاعة، وغيرها.
وورقّي إلى رتبة جنرال الجيش عام 2021، وكان قد تولى في الأشهر السابقة قيادة مجموعة قوات “الجنوب” ضمن القوات الروسية المشاركة في الهجوم على أوكرانيا. ويأتي تعيين سيرغي سوروفيكين لقيادة القوات الروسية في أوكرانيا بعد عزل قائدَي منطقتين من المناطق العسكرية الروسية، وذلك عقب سلسلة إخفاقات كبيرة للجيش الروسي في أوكرانيا.
فقد انسحبت القوات الروسية بداية سبتمبر/أيلول الماضي من القسم الأكبر من منطقة خاركيف (شمال شرق)، إثر هجوم أوكراني مضاد أتاح لكييف استعادة السيطرة على آلاف الكيلومترات المربعة من أراضيها.
كذلك خسرت القوات الروسية 500 كلم مربع من الأراضي في منطقة خيرسون جنوبي أوكرانيا، ونجت بصعوبة بالغة من الطوق الذي ضرب حول بلدة ليمان الاستراتيجية بمقاطعة دونيتسك (شرق) التي باتت تحت سيطرة القوات الأوكرانية.
وأثارت هذه الهزائم انتقادات داخل النخب الروسية. وهاجم الزعيم الشيشاني رمضان قديروف القيادة العسكرية، في حين دعا المسؤول البرلماني أندري كارتابولوف علناً الجيش إلى “الكف عن الكذب”.
وتزامن استبدال قائد القوات الروسية في أوكرانيا مع انفجار خلّف دماراً جزئياً بجسر القرم، الذي يشكل شرياناً رئيسياً لإيصال الإمدادات إلى شبه الجزيرة التي ضمتها موسكو وإلى القوات الروسية جنوب أوكرانيا.
قيادته متظاهرين في موسكو عام 1991 إلا أنه أُطلق سراحه بعدها. ومنذ 24 فبراير/شباط الماضي تشن روسيا هجوماً عسكرياً على جارتها أوكرانيا، ما أضر بقطاعَي الغذاء والطاقة على مستوى العالم ودفع عواصم في مقدمتها واشنطن إلى فرض عقوبات اقتصادية شديدة على موسكو.