تطور سعودي غير مسبوق بخصوص سوريا.. ماهي آخر التصريحات؟
جدد وزير الخارجية السعودي، الأمير فيصل بن فرحان موقف بلاده بشأن الملف السوري، مؤكداً على المضي “بمقاربة جديدة”، من أجل حل مسألتين، الأولى تتعلق باللاجئين والثانية بخصوص الوضع الإنساني.
وكان بن فرحان قد صرح لأكثر من مرة بشأن سورية، وخلال الأيام الماضية، وبينما حملت كلماته “موقفاً مستجداً للمملكة” لم تشر في المقابل إلى توقيت محدد قد تسير من خلاله الرياض في أي خطوات جديدة ومرتقبة.
وقال الوزير السعودي في تصريحات تلفزيونية، اليوم السبت: “لا بد أن نجد مقاربة جديدة في سورية، وهذا سيتطلب لا محالة حوار مع الحكومة في دمشق”، في إشارة للنظام السوري.
وأضاف بينما كان حديثه تعليقاً على مسألة اللاجئين والوضع الإنساني بعد كارثة الزلزال المدمّر: “نحن والدول العربية نعمل على الصياغات المناسبة بالتشاور مع شركائنا مع المجتمع الدولي”.
وقبل أيام كان بن فرحان قد اعتبر أن “زيادة التواصل مع سورية قد يمهد الطريق لعودتها إلى جامعة الدول العربية”، “لكن من السابق لأوانه في الوقت الحالي مناقشة مثل هذه الخطوة”.
وجدد الوزير السعودي التأكيد على أن الإجماع يتزايد في العالم العربي على أن “عزل سورية لا يجدي”، وأن “الحوار مع دمشق ضروري خاصة لمعالجة الوضع الإنساني هناك”.
وقال للصحفيين في لندن يوم الثلاثاء الماضي: “الحوار من أجل معالجة هذه المخاوف ضروري. وقد يؤدي ذلك في النهاية إلى عودة سورية إلى جامعة الدول العربية وما إلى ذلك. لكن في الوقت الحالي أعتقد أن من السابق لأوانه مناقشة هذا الأمر”.
وكانت العلاقات بين نظام الأسد والسعودية شهدت توتراً وقطيعة دبلوماسية منذ آب/ أغسطس 2011، عندما أمرت الرياض بسحب سفيرها من دمشق، بسبب تصاعد المجازر التي كان ارتبكها نظام الأسد ضد المدنيين في المناطق السورية التي ثارت لتغييره.
ومنذ تلك الفترة لم يطرأ أي تغير على موقف الرياض من النظام، مؤكدة على لسان مسؤوليها أنها تؤيد حلاً سياسياً في سورية بموجب قرار مجلس الأمن 2254.
لكن وفي أعقاب كارثة الزلزال تغيّر الموقف السعودي من الملف السوري، وهو ما أشارت إليه تصريحات وزير الخارجية السعودية، معلناً أنه “لا محالة من الحوار مع دمشق”، من أجل التوصل لنتائج في الملف الإنساني وقضية اللاجئين.
وكان مندوب المملكة الدائم في الجامعة العربية، السفير عبد الرحمن قد قال، في أواخر العام الماضي، إن “التدخل الإيراني ووجود طهران في سورية هو العائق” الذي يحول دون عودة سورية إلى “المحيط العربي”.
وأضاف: “نحن نتمنى عودة سورية إلى المحيط العربي. في الحقيقة هناك قرارات عربية اتخذت ودولية أيضاً. متى تم تنفيذها ستكون المملكة وكافة الدول العربية حريصة على عودة سورية والشعب السوري”.
وفي أعقاب الزلزال المدمر، تعهدت السعودية بتقديم مساعدات إلى كافة المناطق المتضررة بسورية، بما فيها مناطق واقعة تحت سيطرة النظام السوري.
وأرسلت الرياض طائرات محملة بالمساعدات لمناطق منكوبة يسيطر عليها النظام، في إطار جهود الإغاثة من الكارثة، بعد أن أرسلت مساعدات في البداية فقط لشمال غرب سورية الخاضع لسيطرة المعارضة.
وفي 14 فبراير/شباط الماضي، هبطت طائرة سعودية تحمل مساعدات إغاثية لمنكوبي الزلزال المدمر، في مطار حلب الدولي، وهي الأولى منذ قطع الرياض علاقاتها الدبلوماسية مع نظام الأسد، إثر اندلاع الثورة قبل 12 عاماً.