أكد الممثل الخاص لوزير الخارجية الإيرانية للشؤون السورية، محمد رضا رؤوف الشيباني، على ضرورة امتناع جميع الأطراف المعنية عن التدخل في الشؤون السورية، مشدداً على أهمية احترام سيادة سوريا ووحدة أراضيها، وأن مستقبل البلاد يجب أن يحدده شعبها فقط.
وخلال اتصال عبر الفيديو مع مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة الخاص إلى سوريا، غير بيدرسن، قال الشيباني إن “هذا الموقف يعكس موقف إيران الثابت في دعم تقرير المصير السوري، وهو المبدأ الذي أكد عليه العديد من المسؤولين الإيرانيين مؤخراً”.
ودان المسؤول الإيراني الغارات الإسرائيلية على سوريا، معتبراً أنها “انتهاكات صارخة للقانون الدولي”، وأنها “لا تهدد فقط السيادة السورية، بل السلام الإقليمي أيضاً”، محذّراً من آثارها المحتملة في جميع أنحاء المنطقة.
“تدخل إيران في سوريا منع انتشار الفوضى”
وقال الشيباني، الذي شغل سابقاً منصب سفير إيران في سوريا ولبنان وتونس، إن “الاستقرار في سوريا أمر حيوي للشرق الأوسط بأكمله”، زاعماً أنه “من دون تدخل إيران، قد تنتشر الفوضى على نطاق أوسع، مما يؤدي إلى زعزعة استقرار الدول المجاورة، وربما إشعال صراعات طائفية أوسع نطاقاً”.
ودعا الشيباني المبعوث الأممي إلى ما وصفه “معالجة الانتهاكات ضد الأقليات الدينية والعرقية في سوريا”، منتقداً الدول الغربية لعدم بذلها جهوداً كافية لحماية هذه المجموعات، ولفت في الوقت نفسه إلى “جهود إيران لضمان حقوق وسلامة جميع السوريين، بغض النظر عن عقيدتهم أو عرقهم”، وفق زعمه.
وأشار المسؤول الإيراني إلى “محنة النازحين بسبب الأزمة المستمرة في البلاد”، داعياً إلى تقديم المساعدات الإنسانية، ودعم حق اللاجئين في العودة إلى ديارهم في ظل حكومة من اختيارهم.
تناقض التصريحات الإيرانية مع أفعالها في سوريا
يشار إلى أن تصريحات وزارة الخارجية الإيرانية تتناقض مع الدور الذي لعبته إيران والميليشيات التي تدعمها في الوقوف إلى جانب النظام السوري السابق عسكرياً واقتصادياً ضد الشعب السوري، وتمويل حربه ضد السوريين.
وسبق أن نشر المرشد الإيراني الأعلى، علي خامنئي، تغريدات حرّض فيها على رفض الواقع الجديد في سوريا، والعمل على الوقوف ضد الحكومة الجديدة والقوات التي أطاحت بنظام الرئيس المخلوع، بشار الأسد.
وكان وزير الخارجية السوري، أسعد الشيباني، حذّر إيران من بث الفوضى في سوريا، بعد التصريحات التي أدلى بها وزير خارجيتها، عباس عراقجي، التي توعد فيها بما وصفه “تطورات مستقبلية”.
وشدد الشيباني أن على إيران “احترام إرادة الشعب السوري وسيادة البلاد وسلامتها، ونحذرهم من بث الفوضى في سوريا ونحملهم كذلك تداعيات التصريحات الأخيرة”.
وقبل أيام، أصدر وزير الخارجية الإيراني، عباس عراقجي، قراراً بتعيين محمد رضا رؤوف شيباني ممثلاً خاصاً له في الشؤون السورية، وذلك “استناداً إلى الخبرة الدبلوماسية المتميزة والواسعة التي يتمتع بها شيباني في وزارة الخارجية الإيرانية”.
وأكد عراقجي في قراره أن “سوريا مهمة بالنسبة لإيران، ويجب الحفاظ على وحدة الأراضي السورية وسيادتها، واحترام إرادة الشعب السوري في تقرير مصيره من دون تدخلات أو وجود أجنبي”.