
أكد مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة الخاص إلى سوريا، غير بيدرسن، أن الوقت حان لإنشاء حكومة انتقالية ذات مصداقية وإطار دستوري شامل في سوريا، محذراً من أن مناخ عدم الثقة والخوف يُعرض الانتقال السياسي بأكمله للخطر.
وفي بيان له في الذكرة الـ14 للثورة السورية، قال بيدرسن إن “14 عاماً مروا منذ أن خرج السوريون إلى الشوارع في احتجاجاتٍ سلمية، مطالبين بالكرامة والحرية ومستقبل أفضل، وتردد صدى دعواتهم في جميع أنحاء البلاد، مما أثار حراكاً أعاد تشكيل تاريخ سوريا”.
وأضاف أن “ما بدأ كمطالبة بالإصلاح قوبل بوحشية هائلة، أسفرت عن أحد أكثر الصراعات رعباً في عصرنا، حيث كشف الصراع عن مدى عمق القسوة البشرية، ولا تزال العائلات تنعى فقدان أحبائها، ولا تزال المجتمعات ممزقة، ولا يزال الملايين مشردين من منازلهم، ويستمر الكثيرون في البحث عن المفقودين.
وشدد بيدرسن على أنه “يجب ألا تُنسى آلام وتضحيات الشعب السوري أبداً”، مشيراً إلى أنه “مع ذلك، يستمر صمود السوريين وسعيهم لتحقيق العدالة والكرامة والسلام، وهم يستحقون الآن انتقالاً سياسياً يليق بذلك، فبعد أكثر من ثلاثة أشهر على سقوط نظام الأسد، تقف سوريا الآن في لحظة محورية”.
مخاوف ومخاطر عميقة
وقال المبعوث الأممي إن السوريين “شعروا بآمال كبيرة في هذه الأوقات، ولكن بمخاوف عميقة أيضاً”، لافتاً على تصاعد العنف في أحداث الساحل السوري، الأسبوع الماضي.
ودعا بيدرسن إلى “وقفٍ فوري لجميع أعمال العنف وحماية المدنيين وفقاً للقانون الدولي، وإجراء تحقيق مستقل وذي مصداقية في عمليات القتل والعنف الأخيرة، وإلى التعاون الكامل لسلطات تصريف الأعمال مع الأمم المتحدة في هذا الصدد”.
وأكد أن “مناخ عدم الثقة والخوف يمكن أن يُعرض الانتقال السياسي بأكمله للخطر”، موضحاً أنه “بناءً على ما تم تحقيقه في الحوار الوطني الأخير وما بعده، من الضروري أن تكون هناك إجراءات ملموسة تعكس شمولية حقيقية”.
وذكر بيدرسن أن “الاتفاقات الأخيرة التي تم التوصل إليها بين سلطات تصريف الأعمال وقوات سوريا الديمقراطية تذكرة إيجابية لأهمية توحيد سوريا بشكلٍ يضمن فعلياً سيادتها ووحدتها واستقلالها وسلامة أراضيها، كما يذكر أيضاً بالحاجة إلى الإشراك والتوافقات خلال عملية الانتقال”.