
تعهّدت الإمامة الإسماعيلية وشبكة الآغا خان للتنمية بتخصيص ما لا يقل عن 100 مليون يورو لدعم جهود التعافي وإعادة الإعمار في سوريا خلال العامين المقبلين، وذلك في إطار مشاركتها في المؤتمر السنوي التاسع للمفوضية الأوروبية لدعم سوريا، الذي عُقد تحت عنوان “الوقوف مع سوريا: تلبية احتياجات انتقال ناجح”.
وأعلن الأمير رحيم الحسيني آغا خان الخامس، خلال كلمته في المؤتمر، أن الدعم المالي المقدم سيوجه نحو تلبية الاحتياجات الإنسانية الملحّة، والاستثمار في الطاقة المتجددة، وتحسين قطاعات الصحة والتعليم، ومعالجة انعدام الأمن الغذائي، إضافة إلى ترميم وحفظ التراث الثقافي السوري.
ويأتي هذا التعهد في أول مشاركة للأمير رحيم الحسيني في فعالية عامة منذ توليه منصب الإمام الوراثي الخمسين للمسلمين الشيعة الإسماعيليين ورئاسة شبكة الآغا خان للتنمية، خلفاً لوالده الراحل الأمير كريم آغا خان الرابع، الذي توفي في شباط 2025.
وأكد الأمير في كلمته أن تحقيق هذه الأهداف يتطلب إنهاء العنف والتزام جميع الأطراف بإحلال السلام، مشدداً على أهمية أن تفي الحكومة السورية الجديدة بوعدها في إرساء حكم منفتح وتعددي يشمل جميع السوريين دون تمييز.
ويهدف مؤتمر دعم سوريا، الذي نظمته المفوضية الأوروبية، إلى حشد الدعم الدولي لعملية انتقال يقودها السوريون، مع التركيز على المساعدات الإنسانية، والتعافي الاقتصادي، وإعادة الإعمار في سوريا والدول المجاورة.
دعم مشاريع التنمية
أعلن المدير المقيم لشبكة الآغا خان للتنمية في سوريا، غطفان عجوب، عن التزام الشبكة بتقديم 100 مليون دولار لدعم مشاريع التنمية في سوريا خلال العامين المقبلين، وذلك خلال مشاركتها في مؤتمر بروكسل للمانحين لدعم سوريا.
وأكد عجوب أن هذا التمويل سيخصص لدعم الطاقة، الزراعة، التعليم، الصحة، والتنمية المجتمعية، مشيراً إلى أن توزيع المبلغ سيبدأ خلال الأسبوع المقبل، وسيتم تنفيذه على مدى عامين وفقاً للمشاريع المقترحة.
وأوضح أن الشبكة تعمل حالياً في جميع المحافظات السورية، ولديها خبرة واسعة في القطاعات التي سيتم دعمها، لافتاً إلى أن الجديد في المرحلة المقبلة هو التركيز على مشاريع الطاقة، بالإضافة إلى تعزيز التمويل الصغير من خلال دعم مصرف التمويل الصغير الأول التابع للشبكة.
وأضاف أن الشبكة ستواصل دعمها للقطاعات الثقافية، بما في ذلك ترميم الأسواق القديمة في حلب، بالإضافة إلى تعزيز الخدمات الصحية والتعليمية من خلال دعم المراكز الصحية والمدارس. كما سيتم التركيز على التنمية الزراعية عبر دعم التعاونيات الإنتاجية، تعاونيات مستخدمي المياه، وتعاونيات إنتاج الطاقة، وهي أفكار كانت محدودة في سوريا خلال السنوات الماضية، إلا أنه بات من الممكن تفعيلها بشكل موسع حالياً.
وأشار عجوب إلى أن شبكة الآغا خان ستبدأ العمل في مناطق جديدة مثل الساحل والمنطقة الشرقية، إلى جانب تعزيز المشاريع القائمة في المحافظات الأكثر حاجة، كما ستعمل الشبكة على توسيع مشروع التعاونيات الزراعية في ست محافظات تشمل ريف حلب، ريف حماة، ريف حمص، ريف دمشق، السويداء، وطرطوس، مؤكداً أن الجهود ستركز على تفعيل هذه المشاريع وإطلاقها بشكل أسرع.
وختم عجوب حديثه بالتأكيد على أن شبكة الآغا خان ستواصل دعمها لجميع المحافظات السورية، مع التركيز على المناطق الأكثر تضرراً وحاجة، مشدداً على أهمية العمل التعاوني في تعزيز التنمية المستدامة وتحقيق التعافي الاقتصادي في سوريا.