أخبار سوريا

مع استمرار العمليات الإسرائيلية.. جيش الاحتلال يعلن سحب “لواء المظليين” من سوريا

أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي، يوم أمس الأحد، سحب “لواء المظليين” من الأراضي السورية بعد نحو خمسة أشهر من العمليات العسكرية، مؤكداً أن “اللواء” يستعد حالياً لمهام جديدة في قطاع غزة ضمن إطار توسيع الحرب هناك.

وأوضح بيان لجيش الاحتلال أن قوات “لواء المظليين” أنهت مهمتها في هضبة الجولان وداخل الأراضي السورية، بعد تنفيذها “عشرات المداهمات على مواقع عسكرية سورية، ومصادرة مئات الوسائل القتالية وتدميرها”.

وأشار البيان إلى أن قوات احتياط ستحل محل “لواء المظليين” خلال الأيام المقبلة، وستتولى المهام العملياتية في الأراضي السورية، مضيفاً أن “اللواء” يستعد حالياً للمشاركة ضمن “الفرقة 98” في الحرب على قطاع غزة.

وأكد جيش الاحتلال، في بيان منفصل صدر في وقت سابق، أن قواته “تواصل متابعة الأوضاع الميدانية في سوريا، وهي في حالة تأهب تام لمنع تسلل أي عناصر معادية إلى الأراضي المحتلة أو القرى الدرزية”.

وزعم البيان أن “الفرقة 210 منتشرة ومجهزة للتعامل مع سيناريوهات متعددة وفقاً لتقييمات الوضع المستمرة، وتواصل تقديم المساعدة للسكان السوريين الدروز في المنطقة”.

وفي وقت سابق، صادق المجلس الوزاري المصغر للشؤون الأمنية والسياسية (الكابينت) على توسيع الحرب في غزة، فيما أعلن جيش الاحتلال أنه يعتزم سحب قوات النخبة من الحدود مع سوريا لإشراكها في معارك القطاع.

الاعتداءات الإسرائيلية على سوريا

تصاعدت اعتداءات الاحتلال الإسرائيلي على سوريا بشكل كبير عقب سقوط نظام الأسد في الثامن من كانون الأول الماضي، حيث شنت قواته مئات الغارات على المواقع العسكرية التابعة للجيش السوري بهدف تدميرها ومنع إعادة تأهيل بنيتها التحتية.

وتزامنت تلك الهجمات مع عمليات توغل برية نفذتها في أرياف دمشق والقنيطرة ودرعا، حيث سيطرت قوات الاحتلال على المنطقة العازلة، ثم انتقلت لتنفيذ عمليات مداهمة في المناطق الحدودية.

لاحقاً، لم تَعُد عمليات جيش الاحتلال تقتصر على المواقع العسكرية، بل باتت تستهدف المدنيين، إذ قُتل في 17 آذار الماضي 4 مدنيين بقصف على درعا، كما قُتل 6 آخرون قبل ذلك بأيام بقصف على بلدة كويا في منطقة حوض اليرموك.

ويزعم الاحتلال الإسرائيلي أن هذه العمليات لا تهدف إلى غزو سوريا أو السيطرة على أراضيها، وإنما تهدف إلى إزالة التهديدات من على حدوده الشمالية ومنع “حزب الله” من الحصول على أسلحة جديدة من إيران، علماً أن سقوط نظام الأسد غيّر الواقع على الأرض فيما يتعلق بوجود إيران وميليشياتها.

ذرائع إسرائيلية جديدة للتدخل في سوريا

زعمت إسرائيل في الأيام الأخيرة أن تدخلاتها العسكرية في سوريا، وتحديداً في ريف دمشق والقنيطرة، تهدف إلى “حماية أبناء الطائفة الدرزية” مما وصفته بـ”التهديدات الأمنية”.

وادّعى مسؤولون كبار ومتحدثون باسم الجيش الإسرائيلي، عبر وسائل إعلام عبرية، أن الضربات الأخيرة جاءت عقب “معلومات استخبارية” تفيد بوجود “خطر وشيك على القرى الدرزية”.

ونقلت هيئة البث الإسرائيلية عن مصادر أمنية أن الهجمات جاءت “في سياق جهود إسرائيل لحماية أبناء الطائفة الدرزية في سوريا”، وهو ما تعتبره الحكومة السورية والسوريون تبريراً للتدخل العسكري المتكرر في الأراضي السورية.

في المقابل، نفت الحكومة السورية بشكل قاطع هذه الادعاءات، معتبرة أن إسرائيل تستخدم ملف الدروز ذريعة لتبرير انتهاكها المتكرر للسيادة السورية.

وأكدت أن الدولة السورية مسؤولة عن حماية جميع مواطنيها من دون تمييز، وأنه لا يملك أحد الحق في التدخل تحت أي ذريعة، مشيرة إلى أن ما تقوم به إسرائيل يُعد انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة.

الجدير بالذكر أن العديد من الغارات الإسرائيلية الأخيرة استهدفت مواقع أمنية وعسكرية سورية في مناطق بعيدة عن الخلافات التي حصلت في السويداء وصحنايا وجرمانا، ما يضعف رواية “الحماية” ويعزز الشكوك حول أهداف إسرائيل الحقيقية.

وتسعى تل أبيب إلى توظيف البعد الطائفي لزرع الانقسام الداخلي في الجنوب السوري، واستغلال التوترات المحلية لخلق مبررات لتوسيع نفوذها العسكري.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى