
أكدت وزيرة الشؤون الاجتماعية والعمل السورية هند قبوات، أن الحكومة تعمل على إنهاء مشهد اللجوء والمخيمات بشكل كامل، مشددة على ضرورة عودة كل اللاجئين إلى “حياة كريمة داخل وطنهم”، بعيداً عن الاعتماد على الخيام أو المساعدات الإغاثية.
جاء ذلك في لقاء للوزيرة قبوات مع وكالة الأناضول التركية على هامش مشاركتها في المنتدى الدولي للعائلة الذي استضافته مدينة إسطنبول (يومي 22-23 أيار الجاري)، بتنظيم من وزارة الأسرة والخدمات الاجتماعية التركية تحت شعار “حماية الأسرة وتعزيزها في ظل عالم متأثر بالعولمة”.
وقالت قبوات إن تخصيص عام 2025 كـ “عام للأسرة” من قبل الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، يمنح زخماً خاصاً للمنتدى، لافتة إلى أن الشعب السوري بدأ هذا العام بلم شمل العائلات المشتتة حول العالم.
وأردفت: “بالتالي هذا العام بالنسبة لنا له رمزية بعد التحرير، حيث بدأ الناس بالعودة ولقاء بعضهم البعض في سوريا وبالتالي هي سنة خاصة”.
“إحياء مفهوم العائلة”
وشددت الوزيرة على أهمية إعادة إحياء مفهوم العائلة في المجتمع السوري، قائلة: “يجب ألا ننسى أن العائلات السورية قد تشتت وانتشرت في أنحاء العالم، واليوم حان وقت استعادة هذا الرابط”.
وأضافت:” لدينا كسوريين وسوريات قواسم مشتركة مع المجتمع التركي، أبرزها محبة العائلة والاهتمام بالجد والجدة، ولذلك لا نشعر بأننا بعيدون عن المجتمع التركي. نشعر اليوم في تركيا بانعكاس واضح لقيمنا السورية في بنية العائلة، إذ تجمعنا نفس المبادئ في احترام الجد والجدة، والاهتمام بالعم والعمة، وكل الروابط العائلية”.
الأيتام السوريون
وأشارت الوزيرة قبوات إلى لقاء نظيرتها التركية ماهينور أوزدمير غوكطاش على هامش المنتدى، حيث بحثتا سبل رعاية الأيتام السوريين الذين نشأوا في ظل الحرب، مؤكدة أهمية تنشئتهم في بيئة أسرية “تمنحهم مزيداً من المحبة والاستقرار”.
وتابعت: “نريد لهؤلاء الأطفال أن يتعلموا في بيئة أسرية دافئة، وتناولنا عدة أفكار لتحقيق ذلك. كما نشجع على لمّ شمل العائلات وتشجيع الإنجاب، فنحن نحب الأطفال ونؤمن بأن الرزق يأتي معهم”.
تحديات العائلة السورية
وبشأن التحديات التي تواجه العائلة السورية، أوضحت قبوات أن من أبرزها إعادة دمج الطلاب العائدين من تركيا في النظام التعليمي السوري، قائلة: “العديد منهم لا يتحدثون إلا التركية، ولا نزال نبحث سبل إدماجهم في المناهج الدراسية داخل سوريا”.
وأضافت: “ناقشنا مع الوزيرة التركية إمكانية فتح مدارس تركية داخل سوريا، لتمكين الطلاب من مواصلة تعليمهم، كما نعمل على تطوير برامج إضافية للأطفال لمواجهة هذه التحديات”.
ومن بين التحديات أيضاً، اتساع رقعة الفقر، وأشارت الوزيرة إلى ضرورة تعزيز برامج حماية الأطفال والأيتام، ومكافحة ظاهرة التسوّل. وقالت: “رغم كل هذه التحديات، فإن رفع العقوبات بشكل كامل يُعد الخطوة الأهم لدعم جهودنا”.
ووجهت قبوات شكرها لكل من تركيا والسعودية لدعمهما في ملف رفع العقوبات، “مما سيسهل في وصول المساعدات”.
وأضافت: “في وزارتنا لا نريد سلالاً غذائية ولا خياماً، لا نريد رؤية مخيمات ولا لاجئين، بل نريد عودة الجميع إلى حياة كريمة داخل وطنهم، ورفع العقوبات هو المفتاح لتحقيق ذلك. بدأنا برامج قوية لإعادة اللاجئين، وعمل برامج حماية يستطيع الشعب السوري من خلاله العيش بكرامة، ونعيد العائلة التي نحلم بها”.
تجاوز الآلام
وحول جهود تجاوز آلام الحرب وبناء مجتمع جديد، قالت قبوات: “الآلام لا تزال حاضرة، وكلنا تألمنا وما زلنا، لكن لا نريد أن نظل أسرى لهذا الوجع. يجب أن نحوله إلى دافع لخلق الفرح، فمع كثرة الألم بتنا نقدّر قيمة الفرح الحقيقي”.
وختمت وزيرة الشؤون الاجتماعية والعمل السورية بالقول إن “الشعب السوري عانى كثيراً، ولا يجب أن نستمر في العيش داخل المظلومية. حان وقت النهوض، وقد بدأنا بتأسيس هيئة عدالة انتقالية لمعالجة الملفات الحساسة والمضي نحو مستقبل أفضل”.