وصف وزير الخارجية التركي هاكان فيدان الهجوم الذي استهدف كنيسة مار إلياس في حي الدويلعة بالعاصمة السورية دمشق، في 22 حزيران، بأنه جزء من “عملية نفسية كبرى”، محذّراً من محاولات لإشعال الفوضى مجدداً في سوريا عبر استهداف التعايش الأهلي والرموز الدينية.
وفي مقابلة متلفزة، اعتبر فيدان أن تنظيم “داعش”، الذي تبنّى الهجوم، “منظمة تعمل بالوكالة في الأساس”، لافتاً إلى أن “الهدف من هذا النوع من العمليات هو تحريك بعض الجهات في الداخل والخارج، ونراه جزءاً من سيناريو أوسع لزعزعة الاستقرار”، بحسب ما ذكرت وسائل إعلام تركية، اليوم السبت.
وكشف فيدان أن بلاده بادرت، بعد سقوط نظام بشار الأسد في 8 كانون الأول 2024، إلى عقد اجتماع إقليمي ضمّ كلاً من لبنان والعراق والأردن وسوريا، بهدف تنسيق الجهود لمواجهة أي تصعيد أمني.
وأضاف: “دعونا إلى إنشاء مركز عمليات مشترك لمواجهة خطر داعش، لأن من الواضح أن التنظيم سيحاول استغلال المرحلة الانتقالية، وربما يُستخدم من قبل دول أو جهات أخرى كأداة ضغط”.
وأكد الوزير التركي أن تركيا تحرّكت على الفور، لكنه لفت إلى أنه “ليس كل الأطراف تتحرّك بالسرعة ذاتها”، مشدداً على ضرورة اتخاذ إجراءات عاجلة لمنع “داعش” من إعادة تشكيل نفسه في هذا الظرف الحساس.
وحول التداعيات المحتملة، حذّر فيدان من “استفزازات ستستهدف وحدة وسلام سوريا”، موضحاً أن “المرحلة المقبلة ستشهد محاولات لتعطيل عملية التعافي السياسي والاجتماعي”، داعياً الإدارة السورية إلى التنبه لهذا الخطر وإبداء استعداد حقيقي للتعاون الأمني.
وفي سياق متصل، تطرّق فيدان إلى زيارته الأخيرة إلى جبل قاسيون برفقة الرئيس السوري أحمد الشرع، قائلاً: “لم تكن الزيارة مجرد بروتوكول، بل لحظة رمزية. من هناك، نظرنا إلى دمشق بكل ما تحمله من مسؤولية. لم تكن النهاية، بل بداية لمسار جديد”.
وأكد أن سوريا ستبقى ضمن أولويات أنقرة، قائلاً: “نحن نتابع الملف السوري عن كثب، وسنواصل دعم كل مسار يعزّز الاستقرار ويحول دون عودة الفوضى”.
ونشري الداخلية السورية ، يوم الثلاثاء، صور المتورطين في تفجير كنيسة مار إلياس في حي الدويلعة بدمشق، الذي أدى إلى استشهاد وإصابة عشرات المدنيين.
وأفادت الوزارة بأن “الصور تعود لعناصر الخلية الإرهابية التابعة لتنظيم داعش”، المتورطة في التفجير الانتحاري “الغادر” الذي وقع داخل الكنيسة.
وذكرت أن المتورطين أُلقي القبض عليهم في عملية أمنية محكمة نفذتها قيادة الأمن الداخلي بمحافظة ريف دمشق بالتعاون مع جهاز الاستخبارات العامة.
