أخبار سوريا

فيدان والشيباني يشددان على التمسك بوحدة الأراضي السورية ورفض أي مخططات للتقسيم

أكد وزير الخارجية السوري، أسعد الشيباني، أن سوريا تمر بمرحلة دقيقة بعد سنوات الحرب التي أثرت على كل بيت، مشيراً إلى أن البلاد شهدت دماراً واسعاً ومعاناة طالت ملايين المواطنين.جاء ذلك في مؤتمر صحفي مشترك مع وزير الخارجية التركي، هاكان فيدان، في إطار الزيارة الرسمية إلى أنقرة التي بدأها الشيباني صباح اليوم الأربعاء.وأوضح الشيباني أن التحديات الراهنة لا تقل خطورة عن تلك التي واجهتها سوريا خلال الحرب، وفي مقدمتها التدخلات والاعتداءات الإسرائيلية التي تهدد استقرار البلاد والمنطقة، إلى جانب محاولات خارجية لفرض واقع تقسيمي وإثارة الفوضى.ولفت إلى أن الحكومة عملت على إرساء الاستقرار في مختلف مناطق الدولة وإطلاق خدمات واسعة رغم الصعوبات، مؤكداً استعدادها للتعاون مع أي شراكة تحترم وحدة سوريا وسلامة أراضيها.وأشار الشيباني إلى أنه بحث مع الجانب التركي سبل التعاون السياسي والتنسيق الأمني، وجدد الترحيب بالعودة التدريجية للمهجرين السوريين إلى مناطقهم، مؤكداً أن استقرار سوريا هو استقرار للمنطقة بأسرها.وشدد على أن السويداء جزء أصيل من سوريا وأبناؤها مكون رئيسي من النسيج الاجتماعي، معتبراً أن ما جرى هناك كان بفعل مخطط إسرائيلي لإشعال الفتنة الطائفية، ومؤكداً التزام الدولة بحماية السكان ومحاسبة مرتكبي الانتهاكات.وأضاف أن المؤتمر الذي عقد مؤخراً في الحسكة لا يمثل الشعب السوري وحاول استغلال أحداث السويداء، مشيراً إلى أنه يشكل انتهاكاً لاتفاق اندماج “قوات سوريا الديمقراطية- قسد” في مؤسسات الدولة وأهمية العودة للحوار.

فيدان: الفوضى في سوريا أولوية بالنسبة لإسرائيل

من جانبه، أكد وزير الخارجية التركي، هاكان فيدان، وجود مساعٍ إسرائيلية لإضعاف سوريا وخلق أجواء من الفوضى فيها، محذراً من انعكاس ذلك على دول المنطقة بأكملها.

وأوضح فيدان أن سياسات إسرائيل التوسعية تمتد إلى الساحة السورية، مع سعيها لإضعاف سوريا وزعزعة استقرارها، مشيراً إلى وجود فوضى في اللاذقية والسويداء، وإلى التنسيق مع الشركاء لدعم سوريا.

وأشار إلى أن بلاده تعمل مع سوريا على وضع حلول للمشكلات الراهنة بهدف القضاء على المؤامرات وتذليل العراقيل وتطوير مختلف القطاعات، وفي مقدمتها الاقتصاد، لتهيئة بيئة مناسبة لعودة اللاجئين.

وشدد على دعم استقلال سوريا وسيادتها ووحدة أراضيها، مبدياً تفاؤله بإيجاد حلول جذرية للمشكلات شرط عدم التدخل الخارجي في شؤونها الداخلية.

كما أكد فيدان أن علاقات سوريا مع دول المنطقة، ومنها تركيا، حققت قفزات نوعية خلال الأشهر الماضية، رغم وجود أطراف منزعجة تسعى لإثارة المؤامرات.

تواصل دائم بين سوريا وتركيا

قال فيدان إن أنقرة حريصة على إقامة علاقات استراتيجية مع سوريا، داعياً إلى مساندة الدولة السورية في جهودها لبناء سوريا جديدة تخدم مصالح جميع مكونات الشعب.

وأضاف أن أنقرة ودمشق تجتمعان بشكل مكثف لبحث تطورات الأوضاع في المنطقة، موضحاً وجود تواصل دائم مع القيادة السورية، لا سيما عقب أحداث السويداء.

وبيّن أن لاجئين سوريين يعودون باستمرار إلى بلدهم، مشيراً إلى انطلاق عملية الإعمار في ظل وجود أطراف تنزعج من التقدم الإيجابي في سوريا.

ونوّه إلى الحاجة إلى مواجهة التهديدات والتحديات التي تشهدها سوريا وإيجاد حلول لها، مؤكداً أن استقرار سوريا يصب في مصلحة استقرار المنطقة ككل، وأن من حق السوريين الشعور بالأمان وغياب أي تهديد أمني.

وأشار إلى أن سوريا تعمل على بناء علاقات جيدة مع محيطها ودول العالم، مع وجود صعوبات وتهديدات تنسق بلاده لمواجهتها، في ظل أطراف لا ترغب في تحقيق الاستقرار.

وأكد ضرورة دعم مسار الاستقرار وأن تكون سوريا جامعة لكل أطيافها، مع الإشارة إلى أن ذلك قد يستغرق بعض الوقت، داعياً إلى مساندة الحكومة السورية.

فيدان يطالب “قسد” بوقف ألاعيبها

أشار فيدان إلى أن “قوات سوريا الديمقراطية – قسد” لم تلتزم بالاتفاق مع الحكومة السورية، ولا نية لديها لإلقاء السلاح، لافتاً إلى وجود دعم أمريكي لدمج الأكراد في المجتمع السوري.

واختتم بالتشديد على رفض أي مشاريع انفصالية في سوريا، مضيفاً: “هناك مرحلة جديدة ومسيرة سلام في المنطقة، وعلى الأكراد في سوريا وقف ألاعيبهم”.

كما شدد على أن تركيا ليس لديها أطماع في سوريا، لكنها “لن تقف مكتوفة الأيدي إن لم تتم معالجة مخاوفها الأمنية”، مؤكداً في الوقت ذاته أن الإدارة الأميركية تبذل جهوداً لإضعاف تهديدات “قسد” وغيرها من التنظيمات في سوريا.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى