
فقدت منظمة “الخوذ البيضاء” الاتصال برئيس مركز الاستجابة الطارئة لديها، حمزة العمارين، يوم الأربعاء 16 تموز الماضي نحو الساعة السادسة مساءً، أثناء توجّهه لتنفيذ مهمة إجلاء لفريق أممي داخل مدينة السويداء بناءً على طلب الأمم المتحدة.
ومنذ تلك اللحظة اختفى أثر العمارين. وتضاربت الروايات حول مصيره؛ فهناك من قال إنه أُسِر لدى إحدى المجموعات التابعة لسيزار الفهد، وآخرون تحدثوا عن نقله إلى أحد السجون التي يُشرف عليها حكمت الهجري في قرية قنوات قرب معاقل العصابات الإجرامية. غير أنّ المعلومات المؤكدة التي وصلتنا مؤخراً تُظهر مساراً مختلفاً وأكثر فظاعة.
فقد طلب ماهر شرف الدين، قائد ما يسمى بـ“فصيل الغيارى”، من حكمت الهجري تسليم الأسير حمزة العمارين إليه شخصياً، بحجة “الانتقام”، بعدما اتهم شرف الدين قوات الحكومة بأنها احتلت منزله في قرية ريمة حازم وحوّلته إلى مركز عمليات. وبالفعل، تسلّم شرف الدين العمارين داخل سيارة سوداء مصفّحة ومُفيمة، ونقله إلى مقر الفصيل في أحد أحياء السويداء الجنوبية.
هناك، أصدر شرف الدين أمراً لعشرة من عناصره بإطلاق النار دفعة واحدة على الأسير، لينال الشهادة فوراً. ثم تقدّم شرف الدين وركل رأس حمزة العمارين مراراً وهو يصرخ: “هذه رسالة للحوارنة الأنجاس أهل درعا”. ويُعرف عن شرف الدين تهجّمه المستمر على أبناء درعا واتهامهم بحرق القرى ونهبها وتهجير سكانها.
وبذلك، يحمل ماهر شرف الدين المسؤولية الكاملة عن دم الشهيد حمزة العمارين، وهو الرجل الذي تدفقت إليه ملايين الدولارات كمساعدات للسويداء من مغتربين دروز في أفريقيا، ليتبين لاحقاً أنه كان يُموّل بها عصاباته، ويشتري السلاح والسيارات المصفحة والمنازل في الولايات المتحدة بدلاً من خدمة أهالي المحافظة.




