توقع “أبو محمد الجولاني”، زعيم “هيئة تحرير الشام”، المسيطرة على مساحات واسعة في شمال غربي سوريا، أن تنسحب القوات الأمريكية والروسية من سوريا، وأن تتكرر في البلاد مشاهد السقوط من الطائرات التي حدثت في أفغانستان بعد سيطرة حركة “طالبان” على السلطة.
وقال الجولاني، في لقاء مع صحيفة “إندبندنت تركية”، إنه “بعد خروج القوات الأمريكية من سوريا ستلحقها (وحدات حماية الشعب) الكردية، وستتكرر هنا أيضاً مشاهد تساقط الأشخاص العالقين بالطائرات (الأمريكية) في أفغانستان، وكذلك بالنسبة لروسيا، وسنرى مشاهد المتساقطين من الطائرات الروسية”.
ورأى أن “الدولة الغازية ستضطر يوماً ما إلى الانسحاب”، وعندها “ستنهار تلك الحكومات أمام إرادة الشعب مهما كانت صور عمالتها”، مؤكداً أن “إرادة الشعب السوري ستنتصر كما انتصرت إرادة الشعب الأفغاني”.
ونفى الجولاني ذهاب بعض المقاتلين من سوريا إلى أفغانستان، كما شدد على أن “المهاجرين أخوتنا ولن نتخلى عنهم”.
وحول استراتيجية “تحرير الشام” في الفترة المقبلة، أوضح الجولاني أن “النظام وروسيا يتحدثان إلينا بلغة عسكرية، ونرد عليهم بنفس اللغة، يستخدمون السياسة المدنية لتحقيق أهداف عسكرية”، مشيراً إلى وجود “برامج لمواجهتهم”، لكنه رفض الإفصاح عنها.
ولم يستبعد الجولاني عملية عسكرية للنظام وروسيا في إدلب، لكنه شدد على أن “خطوطنا الدفاعية قوية، كما لدينا خطط هجومية”.
واعتبر أن “اللغة الحقيقة لروسيا وإيران هي اللغة العسكرية”، وأن المفاوضات والاتفاقيات السياسية تهدف إلى “كسب الوقت عسكرياً”.
وحول الدور التركي في سوريا، لفت إلى أن أنقرة “تمكنت من تحقيق التوازن أمام تقدم روسيا والنظام، واقتصرت العمليات التركية هنا على الجوانب العسكرية، فتمركزوا في المناطق القريبة من خطوط التماس، ولم تتدخل في المجالات المدنية”، مضيفاً: “أي تهديد للثورة السورية هو تهديد لتركيا على المدى البعيد”.
وفيما يتعلق بالخلافات بين الفصائل، قال الجولاني إن المشاكل قد “اختفت”، وحالياً “نحظى بعلاقات جيدة مع المجموعات الأخرى، وغرف عملياتنا مشتركة، ونرابط في الخطوط الأمامية معاً، ولا نواجه أي مشاكل”.
وأكد أن المعارضة السورية لم تخسر الحرب، قائلاً: “قد مضت 6 سنوات على دخول (روسيا) خط الصراع وما زالت المقاومة مستمرة، ويعيش 5 ملايين إنسان على أرض إدلب المحررة، والجماعات الثورية الآن في طور الاتحاد تحت مظلة مجلس عسكري، والوضع يسير نحو الأحسن”.
وأعرب الجولاني عن اعتقاده بأن سوريا ستبقى “موحدة بفضل هذه الثورة”، مشيراً إلى أن الفرضيات التي تتحدث عن تقسيم سوريا طائفياً “يطرحها النظام كلما ضاق الخناق عليه”.