قالت صحيفة الشرق الأوسط إن مصر والأردن ولبنان تنتظر رسالة خطية من إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن، تتضمن استثناء مرور خط الغاز العربي عبر الأراضي السورية من عقوبات “قانون قيصر”.
ولفتت إلى أن هذه الدول لم تكتف بضمانات شفوية تبلغتها من واشنطن، وأحاديث أسهم بها كبار المسؤولين ومدير وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (سي آي إيه) وليم بيرنز، والقول إنه ما دامت دمشق ستأخذ حصة من الغاز والكهرباء من العرب وليست أموالاً، فهي ليست مشمولة بالعقوبات.
وترى أن التجربة مع المؤسسات الأميركية التي عمّقتها تجربة أفغانستان الأخيرة، دفعت هذه الدول إلى طلب “رسالة خطية”.
وأشارت إلى أن روسيا لن تقبل بتكرار “الفشل الغربي” في سوريا عبر تحطيم مؤسساتها وخريطتها؛ إذ إن المطلوب روسيا من الغرب هو تقوية المؤسسات السورية بما فيها الرئاسة، واستعادة السيادة الكاملة، كي لا يكون البديل سيطرة “طالبان السورية على سوريا”.
وأوضحت أن ترجمة هذه الكلمات الروسية ظهرت ملامحها في زيارة بشار الأسد للكرملين ولقائه الرئيس فلاديمير بوتين، الذي هنّأ الأسد بعيد ميلاده وبـ”الفوز في الانتخابات بموافقة أكثر من 95% من السوريين، ودعم سيطرة الحكومة على 90% من الأراضي، والقول إن العقبة الوحيدة أمام الإعمار هي وجود القوات الأجنبية مع بعض البؤر الإرهابية”.
يضاف إلى ما سبق “دعم الحكومة في توسيع التسويات في الجنوب، والضغط على الأكراد ودمشق لبدء حوار سياسي عنوانه استعادة السيادة، مع الإقرار الخصوصية الكردية”.
وتعتقد الصحيفة أن ذلك يعني استمرار تشجع الدول العربية على التطبيع مع دمشق، أو عدم عرقلة ذلك، في المجالات الاقتصادية والسياسية والأمنية، ضمن الحدود الممكنة.
وعن السياسة السورية الداخلية، فإن أوراق المعارضة تساقطت في موسكو بحيث لم تعد هناك معارضة شرعية، وعمل اللجنة الدستورية والعمل على عقد الجولة السادسة في 9 من الشهر المقبل، إذا وافق رئيس وفد النظام أحمد الكزبري، وفريقه على آلية البدء بصوغ الدستور وتعديلاتها، لا شيء سوى القول إن شيئا ما يحصل.
وأشارت إلى رفض روسيا تحمل مسؤولية الفشل والرهان على انقلاب أميركي في سوريا. إذ إنه رغم كل الوعود الأميركية للحلفاء الأكراد شرق الفرات، فإن التجربة أثبتت أن تغيير السياسة في شكل جذري وارد، بما في ذلك مع الرئيس جو بايدن.
وذهبت للقول إن الأمر الوحيد المتاح سوريا ويمكن أن تلتقي عليه الأجندتان الروسية والأميركية، هو المساعدات الإنسانية، سواء كانت “عبر الحدود” أو “عبر الخطوط”، مع تركيز على “الإنعاش المبكر والغاز العربي”، وترتيبات بين دمشق والأكراد، وإلقاء بعض التحيات على مسار اللجنة الدستورية بوصفها أوكسجينا كي لا تموت العملية السياسية، وإيحاءً معنويا من باب رفع العتب لتنفيذ القرار 2254.