قال الخبير الأمني والاستراتيجي التركي، عبد الله أغار، إن اللقاء المرتقب بين الرئيس رجب طيب أردوغان مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين، قد يسهم في تخفيف الهجمات الروسية على إدلب لا إيقافها.
وأضاف: “المسار المهم في المفاوضات بين تركيا وروسيا، هو الطريق الدولي (أم4)، والذي يعد شريان الحياة الرئيس بالنسبة لسوريا”، مرجحاً أن يتم التوصل إلى اتفاق بشأن الطريق الدولي.
واستبعد الخبير الأمني التركي، أن يتم التوصل إلى حل لتسوية الوضع في إدلب، في ظل استمرار العداء بين الجماعات المسلحة هناك، وقوات النظام السوري، معتبراً أن ما يحدث في سوريا، قد يتم تعريفه على أنه “حرب أهلية”، وفق تعبيره.
وأكد أن جميع الهجمات التي يشنها النظام السوري على إدلب تأتي بأوامر روسية، مشيراً إلى أنه خلال الشهرين والنصف أو الثلاثة أشهر الأخيرة، سجل 80- 90 هجمة روسية على المنطقة.
ووفق الخبير التركي، فإن روسيا تسعى من خلال الزيادة بالهجمات الجوية على إدلب، إلى الضغط على تركيا ودفعها عملية المفاوضات بين أنقرة وموسكو بشأن الجماعات المتطرفة في شمال غرب سوريا، حيث تريد موسكو إجبار أنقرة على تطهير إدلب من الجماعات الراديكالية، وهذا هو السبب الرئيس في الضغط الروسي على تركيا التي وافقت على ذلك سابقاً بموجب الاتفاقيات بين البلدين، وفق ما نقله موقع “عربي 21”.
ونبه إلى أن “أنقرة ترى أن التكوينات المتواجدة في إدلب ليست أطرافاً راديكالية على الساحة الدولية، وجميع العناصر هم من السوريين، يعني أن التكوينات التي يتم ربطها بالقاعدة أو جبهة النصرة هي عناصر محلية”.
وشدد الخبير الأمني التركي، على أن صانع القرار في الصراع المحتمل في إدلب ليس النظام السوري بل روسيا، مؤكداً أن الهدف الرئيس من لقاء أردوغان – بوتين، هو الهجمات الروسية المتزايدة في إدلب والأحداث التي نجمت عنها.
واعتبر أن “المعضلة في إدلب تكمن في الهيمنة السورية على القوى الموجودة في المنطقة، وتشابك الملفات الجيوساسية بين أنقرة وموسكو في مناطق عدة”، موضحاً أن الإشكالية تكمن الآن، في أن القوات الروسية زادت من هجماتها على إدلب وتفرض إرادتها على القوى الأخرى بما فيها قوات النظام، التي أصبحت وكيلا للأهداف السورية هناك.
ورأى أن قوات النظام السوري قيدت إرادتها أو أهدافها بشأن إدلب بالمبادرة الروسية فقط، في وقت تشن فيه الولايات المتحدة وإسرائيل هجمات على مواقع قوات النظام والمليشيات الإيرانية وعناصر الحشد الشعبي، دون أن تبدي روسيا أي ردة فعل تجاه ذلك أو حتى إنها لا تشكل نظام حماية أو دفاع لتلك الجهات، وفق ما نقله موقع “عربي 21”.