قالت صحيفة هاآرتس العبرية إن الحملة الدبلوماسية والهجمات الإلكترونية والضربات التي شنتها إسرائيل في سوريا، فشلت في دفع إدارة بايدن لتكثيف الضغط على طهران، وأكدت أن الأسد هو أحد أكثر المستفيدين من نهد الإدارة الأمريكية.
وفي تحليل نشرته الصحيفة اليوم الاثنين، قالت إنه بصرف النظر عن كل الكلام المنطقي، يبدو أن إسرائيل قد اتخذت مؤخرا قدرا غير عادي من الإجراءات، يوم السبت ورد أن الغارة الجوية الرابعة الشهر الماضي وقعت بالقرب من دمشق، وسبق ذلك هجوم إلكتروني أدى إلى تعطيل إمدادات البنزين للسائقين الإيرانيين لمدة يومين، ونسبت وسائل الإعلام الأجنبية كلا الهجومين إلى إسرائيل.
وأشارت إلى أن القصف في سوريا على ما يبدو استهدف شحنة أسلحة دقيقة من إيران إلى “حزب الله”،
وجاء الهجوم الإلكتروني في أعقاب هجوم سابق مشابه عطل حركة الملاحة البحرية في ميناء بندر عباس الإيراني في مايو 2020، وتساءلت الصحيفة “هل تؤدي مثل هذه الهجمات إلى نتائج ملموسة؟.
ورأت أن التأثير الاستراتيجي لهذه العمليات ضئيل في أحسن الأحوال، وفي سوريا قللت من كمية الأسلحة المهربة إلى “حزب الله” وأعاقت ترسيخ الوجود الإيراني في المنطقة، إلا أنها لم تضع حدا لها.
وتشير إلى الإحباط في أوساط الإسرائيليين، ويعترف مسؤولو الدفاع الكبار بأن لإسرائيل تأثير ضئيل على مواقف أمريكا في المفاوضات النووية، وأن إدارة بايدن ستكون سعيدة على ما يبدو بتوقيع اتفاقية جديدة مماثلة لسابقتها، إذا كان الإيرانيون لطفاء للغاية لاستئناف المحادثات الجادة.
وأكدت أن أحد المستفيدين الرئيسيين من النهج الأمريكي الجديد هو نظام الأسد في سوريا، الذي أعاد إحكام قبضته تدريجيا على البلاد، مع الرياح الخلفية من روسيا وإيران وتراجع الاهتمام الأمريكي، فإن قلق بشار الأسد يتلاشى بشأن استقرار نظامه.
ولفتت إلى مساهمة روسيا في إحكام الأسد قبضته من جديد في محافظة درعا،واعتبرت أن هذا له أهمية رمزية في المقام الأول، لكونها مهد الثورة.
وقالت الصحيفة: “يتوقع مسؤولو دفاع إسرائيليون أن يحاول الأسد تسريع إعادة إعمار البلاد، لكنهم يقولون إن التعافي من ويلات الحرب قد يستغرق عقودا، وبالتالي فإن إسرائيل ليست قلقة في الوقت الحالي من إعادة تسليح الجيش السوري، باستثناء امتلاكها أنظمة مضادة للطائرات”، وأكدت أنه معني بقمع الثورات والحفاظ على النظام وليس ببدء القتال مع الجيش الإسرائيلي.
ورأت أن الضربات الجوية المنسوبة إلى إسرائيل استمرت حتى بعد لقاء بينيت مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في سوتشي في 22 أكتوبر، وأكدت أنها تظهر مرة أخرى أن موسكو ليست قلقة بشكل خاص من الاحتكاك بين إسرائيل وإيران في سوريا، طالما أن إسرائيل لا تقوض المصالح العسكرية لروسيا هناك، وختمت بالقول: “من الواضح أن بوتين لا يهتم كثيرا”