تستعد إيران لإعادة إنتاج سيارات “سايبا” من خلال عودة شركتها إلى العمل في السوق السورية، حيث كشفت وكالة “سانا” النظام عن مباحثات صناعية لإنتاج الجرارات الإيرانية في سوريا.
وأوضحت أن مدير عام شركة “سايبا” محسن يزدان فر، أبدى رغبة الشركة بالاتفاق على برنامج عمل يتضمن في المرحلة الأولى تجميع قطع الجرارات الجاهزة للوصول إلى كمية محددة من الإنتاج اليومي، على أن يتم الانتقال إلى المرحلة الثانية التي تعتمد على إنتاج بعض قطع الجرارات ضمن الشركة للوصول إلى إنتاج كامل لقطع الجرارات في المرحلة الثالثة.
ونقل موقع المدن عن الباحث بالشأن الإيراني الدكتور محمد عبد المجيد، أن التوجه الإيراني الأخير في سوريا، يأتي كمحاولة من حكومة الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي لتفادي الانتقادات الداخلية التي كانت توجه لحكومة حسن روحاني، المتعلقة بعدم الاستفادة من الفرص الاقتصادية المتوفرة في الدول التابعة لـ”محور المقاومة”، والتركيز فقط على المكاسب السياسية.
واضاف أن إيران التي تعتقد أنها قدمت الكثير في سوريا، ترى أن من حقها اليوم الحصول على مكاسب اقتصادية، لكن الأرقام تشير إلى محدودية التبادل التجاري مع سوريا مقارنة بالعلاقة التحالفية بين دمشق وطهران.
وأشار إلى أن حجم التبادل التجاري بين النظام وإيران بلغ 115 مليون دولار في العام 2020، وأن التوقعات تفيد أن يرتفع الرقم بنهاية العام الحالي 2021 إلى 150 مليون دولار.
ونوه عبد المجيد، إلى أن إيران منذ تولي حكومة رئيسي البلاد، تقود نشاطا محموما لتعزيز النشاط الاقتصادي والتجاري مع سوريا، بدلالة قيام وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان بزيارتين لدمشق مؤخراً لأهداف اقتصادية.
ولفت إلى أن إيران تسعى لتثبيت نفوذها في سوريا على مختلف الصعد، وفي مقدمتها الصعيد الاقتصادي، لغرض الاستفادة من الأسواق السورية لتقليل الضغط الاقتصادي الذي تعاني منه داخليا، وهو الضغط الذي يبدو في طريقه للزيادة في ظل عدم وضوح الأفق لمستقبل العقوبات الغربية على طهران.
من جهته يقول الباحث الاقتصادي أدهم قضيماتي، إن “إيران لها تجربة في سوق السيارات السورية، منذ ما قبل الثورة، وبالتالي فإن هذه التحضيرات لن تكون جديدة على صعيد التصنيع، بل إعادة تشغيل وتوسيع العمل في هذا المجال”.
وأكد أن إيران حاولت تبقى مكاسبها الاقتصادية في سوريا محدودة جدا، لأن الروس ضمنوا السيطرة على الثروات الأساسية (النفط والغاز والفوسفات).