كشفت مصادر مطلعة عن موجة فرار داخلي كبيرة تعصف بجيش النظام السوري في الآونة الأخيرة، وتؤكد أنها الأكبر منذ انتهاء العمليات العسكرية في أغلب المحافظات السورية.
وفي هذا الصدد، نقل موقع “عنب بلدي” عن مجندين في جيش النظام قولهم، إن قطعات الجيش تشهد تسربا مستمرا من جانب العناصر المجندين، وأرجعوا ذلك إلى القرار الأخير الذي حرم أغلبهم من المبالغ المالية التي كانت تُمنح كبدل طعام.
أحد الفارين من جيش النظام خلال الفترة الأخيرة، قال للموقع إن “حالات الفرار من الخدمة العسكرية لم تنقطع، لكن فقدان الأمل بالتسريح وإلغاء بدل الطعام زاد من وتيرته”.
وأضاف العسكري الذي كان يخدم ضمن مرتبات “الفرقة الثامنة” المنتشرة على خطوط الجبهات في إدلب، أن خطورة الخدمة العسكرية على الجبهات والمعاملة السيئة من قبل الضباط للعساكر المجندين، تعتبر دافعا للفرار من القطعات العسكرية.
وأوضح أنه عند فرزه إلى جبهات القتال في الشمال السوري، كان عدد العناصر في النقطة العسكرية نحو 175 عسكريا وضابطا، وأن العدد أخذ بالتناقص بسبب الفرار من الخدمة وتراجع إلى 49 عسكريا فقط.
وفي السياق، قال صف ضابط في قسم التنظيم في “الفرقة الأولى” في منطقة الكسوة، إن النسبة الطبيعية للفارين عادة لا تتعدى 2% شهريا، إلا أنها بدأت بالارتفاع منتصف عام 2021 ووصلت إلى 7% بشكل شهري، وعادت للارتفاع لتصل إلى 18% مع نهاية عام 2021.
ولفت إلى أن إلغاء بدل الطعام والتأخر في إصدار قرارات التسريح يدفع الشبان للفرار، فضلا عن الضغط الأمني الأخير الذي يمارسه الأمن العسكري على أصحاب الرتب العسكرية المرتفعة، وتحويلهم إلى فرع التحقيق (293) في حال منحهم للمجندين إجازة تزيد عن النسبة المحددة.