طالبت اليونيسيف، الأحد، بلدان العالم بإعادة الأطفال الأجانب العالقين في شمال شرقي سوريا على وجه السرعة، فيما أشارت إلى الجهود التي تبذلها السلطات المحلية لتحقيق الاستقرار داخل السجون وخارجها.
وجاء ذلك في تقرير لمنظمة الأمم المتحدة للطفولة “اليونيسف” عقب لقاءها، أمس السبت، ببعض الأطفال الذين ما زالوا محتجزين في سجن غويران في الحسكة، شمال شرقي سوريا.
وذكر تقرير للمنظمة أن “عشرة أيام مرّت على الأقل على الأطفال الذين عاشوا في ظروف مزرية في مركز غويران للاحتجاز، والذي قضى فيه الكثير منهم سنوات، شهدوا فيها ونجوا من أعمال عنف متصاعدة داخل وحول السجن، بالإضافة إلى الهجوم الذي حدث في منتصف كانون الثاني/يناير”.
وقالت اليونسيف إنه على الرغم من توفّر بعض الخدمات الأساسية الآن، “إلا أن وضع هؤلاء الأطفال غير مستقر إطلاقاً”.
وشددت اليونيسيف على “توفير الأمان والرعاية للأطفال على الفور”، فيما دعت جميع المعنيين للوصول الى حلول طويلة الأمد لصالح الأطفال على “وجه السرعة”.
وأشارت المنظمة إلى ما وصفتها بـ”الجهود التي تبذلها السلطات المحلية لتحقيق الاستقرار في الوضع داخل السجن وخارجه”.
وأضافت: “العمل المبذول لتقييم حالة الأطفال ودعم رعايتهم وحمايتهم لا يقدر بثمن ويجب أن يستمر”.
والدمار الذي طال المنطقة المحيطة “كبير أيضًا”، بحسب المنظمة، حيث تهدمت المنازل مما أثر على حوالي 30 ألف شخص.
كما شددت اليونيسيف على دعم كل الجهود “بما في ذلك الجهود التي تبذلها الحكومة السورية والسلطات المحلية، لكي يتم تقديم المساعدة الفورية للسكان المتضررين”.
وأبدت المنظمة الأممية استعدادها للمساعدة في “دعم إيجاد مكان جديد آمن في شمال شرقي سوريا لرعاية الأطفال الأكثر هشاشة – والذين لا تتجاوز أعمار بعضهم الـ 12 عامًا”.
وجددت اليونيسف دعوتها للإفراج الفوري عن الأطفال في سجن غويران وجميع مراكز الاحتجاز في شمال شرقي سوريا، وتسليمهم إلى الجهات الفاعلة في مجال حماية الطفل.
ووجهت دعوة إلى الدول التي قدم منها الأطفال الأجانب إلى إعادة هؤلاء الأطفال إلى بلادهم على وجه السرعة، بما يتفق مع مصالح الأطفال.
وقالت المنظمة إنها مستعدة “لتسهيل العودة السريعة والمنهجية للأطفال الأجانب وإعادة دمج الأطفال في سوريا في مجتمعاتهم المحلية الأصلية”.
ووفقاً ليونيسف فإن الوتيرة التي تتم بها حاليًّا إعادة الأطفال العالقين في شمال شرقي سوريا إلى أوطانهم وإعادة دمجهم، “بطيئة للغاية.. وهذا غير مقبول”.
وأجرت المنظمة، زيارة إلى سجن الصناعة الذي يحتجز فيه عناصر من تنظيم “داعش”، وركزت زيارة وفد اليونيسيف على المهاجع الخاصة بالمراهقين “أشبال الخلافة” بعد أن تم فرزهم عن العناصر البالغين داخل السجن والاطلاع على أوضاعهم.
وترأس وفد اليونيسيف السيد بوفيكتور نيو لاند مدير مكتب اليونيسيف في سوريا إلى جانب السيدة ناتاشا ستويكوفسكا مديرة مكتب اليونيسيف في القامشلي.
وقام ضباط من قوات سوريا الديمقراطية بشرح الوضع الميداني وتداعيات الهجوم الذي تعرض له السجن من الخارج والعصيان الذي رافقه في الداخل من قبل السجناء.
كما تم تزويد مسؤولي اليونيسيف بالمعلومات المتعلقة بوضع المراهقين المرتبطين بـ”داعش”.
واليونيسيف هي الجهة الأممية الوحيدة التي سمح لها بإمكانية الوصول إلى سجن الصناعة منذ الهجوم الذي تعرض له السجن في العشرين من الشهر الماضي.