أخبار سوريا

مالاتعرفه عن “ذو الهمة شاليش” حارس آل الأسد وأحد رموز الفساد؟

نعت حسابات موالية للنظام السوري على منصات التواصل الاجتماعي صباح اليوم الأحد، زهير شاليش الشهير باسم “ذو الهمة شاليش” ضابط المخابرات البارز وابن عمّة رئيس النظام السوري، عن عمر ناهز الـ70 عاماً.
ويعد “شاليش” من أبرز ضباط المخابرات في القصر الجمهوري وضمن حلقة عائلة الأسد الضيقة لأكثر من 3 عقود، ورجل الأعمال متعدد الشركاء والأنشطة، ومتعهد مشاريع الثروات الكبرى في سوريا.

ومن أهم المناصب التي تولاها “ذو الهمة” قبل عزله، كانت رئاسة أمن رئيس النظام الحالي، ورئاسة فرع العمليات في المخابرات الخارجية السورية، بالإضافة إلى منصب الحارس الشخصي لرئيس النظام السابق حافظ الأسد.

من هو ذو الهمة شاليش ؟
ولد زهير سلمان شاليش، “ذو الهمة شاليش” في القرداحة بريف محافظة اللاذقية عام 1956، وهو ابن شقيقة حافظ الأسد. ويحتفظ آل شاليش من خلال “ذو الهمة” بمستوى كبير من النفوذ في الحكومة والاقتصاد السوريين ولهم تأثير نسبي، بموازاة آل مخلوف الذين استمدوا نفوذهم بوصفهم أخوال بشار الأسد.
وتسلّم ذو الهمة مهمة الحراسة الخاصة لحافظ الأسد خلفاً للعميد الفلسطيني خالد الحسين الذي عُزل من منصبه على إثر مقتل باسل الأسد عام 1994 في حادث سيارة بحسب ما تم إعلانه آنذاك. وبقي ذو الهمة في نفس المنصب خلال عهد بشار الأسد أيضاً حتى عزله (2019).
رجل الأعمال
يمتلك ذو الهمة شركة SES International، التي تنشط في قطاعي البناء واستيراد السيارات. وهو أيضاً شقيق رياض شاليش مدير شركة الإنشاءات الحكومية (مؤسسة الإسكان العسكري) التي حولها في تسعينيات القرن الماضي إلى شركته الخاصة.
وخلال ذلك، جمع ذو الهمة ثروة طائلة من صفقات البناء، وكذلك من المقاولات في سوريا التي تضمنت مشاريع واسعة النطاق غالباً ما تمولها دول عربية أخرى، بل وأجنبية أيضاً، وخاصة مشاريع شركات النفط التي كانت تتركز غالبيتها في شرقي وشمال شرقي سوريا وتعهدات الطرق الكبرى. حيث هيمن ذو الهمة مع شريكه “نزار الأسعد” على مناقصات مشاريع النفط والطرق الأعلى قيمة في الأراضي السورية على الإطلاق.
وفي مجال تجارة السيارات، سيطر ذو الهمة على العديد من مكاتب الوكالات ومعارض السيارات التي تنتشر عند أطراف دمشق، وخاصة على الطريق الدولية المؤدية إلى حمص شمالي العاصمة وباتجاه مدينة حرستا بريف دمشق. ويعمل في تلك المعارض والمكاتب مئات الموظفين الذين يأتمرون بأوامره، وغالبيتهم من أقربائه ومن أبناء قرى الساحل السوري.
هذا عدا انخراط عائلة شاليش في عدد من الأنشطة غير المشروعة بما في ذلك التهريب وغسيل الأموال.

ذو الهمة شاليش بعد الثورة السورية

بعد اندلاع الثورة، لعب ذو الهمة دورا مهما في قمع الاحتجاجات. وفي الـ24 من حزيران 2011، فرضت عليه عقوبات من الاتحاد الأوروبي ثم أميركا، مع عدد من مسؤولي حكومة النظام لدورهم في القمع العنيف للمتظاهرين خلال المراحل الأولى من الثورة، ولكونه كان ممولاً رئيسياً ومنظماً لميليشيات “الشبيحة”.
وبحسب تقرير نشرته “بي بي سي” في الـ20 من تموز 2012 تحت عنوان “الدائرة المقربة من بشار الأسد”، فإن نفوذ “ذو الهمة” داخل الدائرة المقربة من رئيس النظام قد ازداد منذ بداية الثورة. ولم يحظ شاليش وعائلته بتقدير سيئ من قبل الأسد، وتمت ترقيتهم إلى الدائرة الداخلية الضيقة لأن عدد أفراد أسرتهم كبير نسبياً وكانوا على استعداد للقيام بأي عمل قذر.
شاليش بين الروس والإيرانيين
وعقب التدخل العسكري الروسي المباشر والمعلن إلى جانب النظام في سوريا؛ عُرف عن شاليش ميله إلى الطرف الإيراني إلى جانب ماهر الأسد شقيق رئيس النظام.
وفي أواخر شهر حزيران من العام 2019، سرت أنباء تفيد بتضييق روسيا الخناق على شاليش على إثر فتح ملفات فساد تتعلق بتهريب العملة والآثار وبيع السلاح للفصائل المقاتلة في الغوطة الشرقية وريف اللاذقية. حيث نقلت مواقع إخبارية عن مصادر مقربة من النظام أن الروس قيدوا من حركة شاليش داخل سوريا، بالإضافة إلى تقليص مرافقته وموكب سياراته.
وبتاريخ الثاني من تموز 2019، ذكرت صحيفة المدن نقلاً عمّا وصفته بـ “مصدر مقرّب من الروس” أن شاليش متورط بعملية تهريب لعميل مخابرات دولة “مجاورة” لسوريا (لم يُسمها) بالتنسيق مع الإيرانيين في مطلع 2019. وكان شاليش قد علم بوجود خطة روسية لإلقاء القبض على ذلك العميل فسرّع بعملية تهريبه.
وأضاف المصدر أن قوات روسية مدعومة بوحدات من “المكتب الأمني” في القصر الجمهوري، اعتقلت بعض المقربين من شاليش والقائمين بأعماله في كل من دمشق واللاذقية، وحوّلتهم إلى التحقيق في أحد فروع المخابرات.
ومن بين الملفات التي أثارها الروس على شاليش بهدف التحقيق معه وقصقصة نفوذه، وبالتالي إضعاف الجانب الإيراني، كانت عمليات ابتزاز نفذها مقربون من شاليش وأشخاص يتحدثون باسمه طالت عقارات وأراضي زراعية في ريفي دمشق واللاذقية، تم شراؤها لصالح “ذو الهمة” بأسعار زهيدة بعد الضغط على أصحابها. إلى جانب ملفات فساد تخص مشروع “ماروتا سيتي” الذي يشرف عليه شقيقه “رياض شاليش”.

اختفاء شاليش
عقب تلك الأحداث، صدر أمر من رئيس النظام بعزل شاليش من مهامه، وقيل آنذاك أنه خضع لإقامة جبرية داخل منزله في حيّ المالكي وسط دمشق.
لكن، ومنذ منتصف 2020 اختفى ذكر شاليش بصورة نهائية عن المشهد العام في سوريا، وأثيرت آنذاك الكثير من الروايات حول اختفائه الذي تزامن مع استهداف مطار حميميم (القاعدة الروسية ومقر قيادتيها العسكرية والسياسية) بقصف من قبل طائرات مسيرة محلية.
بعض تلك الروايات تحدثت عن ضلوع شاليش بذلك الاستهداف، ما دفع ببشار الأسد إلى الطلب من ابن عمته التواري عن الأنظار، وذلك بعد معرفة الروس بأن أحد مصادر القصف كان مقالع تعود لشاليش في جبال القرداحة.
روايات أخرى ذهبت إلى أبعد من ذلك، حيث تحدثت عن احتمالية أن يكون بشار الأسد قد سلّم ابن عمته إلى الروس، أو تمت تصفيته بأمر مباشر منه.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى