لا يكاد يمرّ أسبوع دون أن تتسرب من مناطق سيطرة نظام أسد فضائح أخلاقية تتعلق بجامعاته ومؤسساته الأكاديمية التي حوّلها مسؤولوه وعصاباته إلى أوكار من الفساد والانحلال الأخلاقي.
أحدث تلك الفضائح كان ما كشفت عنه صفحة الفساد في سوريا الموالية عن تورّط عدد من موظفي كلية الهندسة الزراعية بجامعة البعث في حمص بابتزاز الطالبات الجدد جنسياً مقابل تأمين سكن جامعي لهن.
ونقلت الشبكة الموالية عن والدة إحدى الطالبات، أن ابنتها عادت قبل أيام من الجامعة إلى المنزل بوجه شاحب بعد قضائها عدة أيام عند صديقتها بالسكن الجامعي حيث كانت تعمل على استكمال أوراق السكن والجامعة.
وأضافت أن الفتاة أُصيبت بالصدمة عقب محاولة ابتزازها جنسياً من قبل موظفي الهيئة الإدارية في الجامعة، ومن بينهم المدعو خضر علي.
بحسب المصدر، طلب الموظف الأخير من الشابة مبلغ 300 ألف ليرة سورية من أجل استكمال أوراقها، ورفضت دفع المبلغ لعدم وجود تلك الرسوم، وهدّدته بأنها ستتقدم بشكوى ضده لعميد الجامعة، فأبلغها أن تحصيل تلك الأموال يأتي بأمر من نائب مدير الجامعة بشار حياص ومن مشرفي السكن، الذين يتقاسمون المبالغ مع أعضاء الهيئة.
الجنس مقابل السكن الجامعي
إلا أن الأمر اتخذ منحى آخر، إذ بعد ذلك زوّدها ذلك الموظف برقم هاتفه وعرض عليها أن تخرج معه ليلاً بصحبة أصدقائه وطلب منها إحضار رفيقتين أيضاً لتسلية أصدقائه وذلك مقابل توفير مكان لها بالسكن الجامعي، فما كان من الفتاة إلا الانسحاب ومغادرة الجامعة والعودة إلى منزلها دون استكمال عملية التسجيل.
ووفقاً للمصدر، فإن ذلك الموظف وزملاءه “أغيد الحاج – أسعد شاويش- بشار سليمان – علي علي- شادي علي” وغيرهم، يخرجون كل يوم في المساء مع بعض الفتيات ويتحكمون بالجميع بحجة ضبط أمن الجامعة.
وأكدت أن كثيراً من ذوي الطالبات باتوا يخشون على بناتهم من مغادرة السكن بسبب تلك التجاوزات الأخلاقية، وختمت الشبكة بعبارة: “عندك واسطة بيطلعلك سكن ما عندك بتبيع حالك وشرفك بتاخد سكن”.
السكن الجامعي وكر للممارسات غير الأخلاقية
وسبق أن تداولت صفحات موالية تفاصيل عن تورّط شبكات في جامعة البعث، ولا سيما السكن الجامعي، بممارسات غير أخلاقية بعد أن عُثر على الطالبة (ريتا.ج) في أيار الماضي مُغمًى عليها في السكن الجامعي بحمص عقب محاولة قتلها خنقاً.
وقالت حينها شبكة جيفارا طرطوس، إن الحادثة تخفي وراءها ما هو أخطر وهو “شبكة دعارة متسلسلة” يقودها 5 من كبار قادة أسد الأمنيين والحزبيين يقومون باستغلال مناصبهم لإجبار بعض الطالبات على ممارسة البغاء والرذيلة وتصويرهن وتهديدهن، من أجل تشغليهن في الفنادق والشقق المفروشة.
ونشرت الصفحة أسماء وصور تلك الشخصيات القائمة على تلك الشبكة، وهم (فائق شدود أمين فرع حزب الجامعة، وعلي الحمادي رئيس اتحاد الطلبة بالجامعة، وبتول يونس الصديقة المخلصة لـ الحمادي وإحدى المتهمات بالتستر على حادثة الطالبة ريتا، ونجل العميد (حسين جمعة) الذي يشغل منصب رئيس فرع الأمن الجنائي بدمشق، ودارين حمدو مشرفة الوحدة العاشرة سابقاً، وشخص يدعى محمد مطر.
فضائح متتالية
وبين الحين والآخر، تظهر إلى العلن فضائح وقضايا فساد أكاديمية وجنسية في جامعات أسد، وقبل نحو أسبوعين حاول رئيس قسم الموارد في كلية الزراعة بجامعة دمشق، الدكتور رامي وطفة إقناع طالبة بمصاحبته والخروج معه إلى أحد الشاليهات في طرطوس مقابل أن تنال درجة عالية في المادة التي يقوم بتدريسها.
وفي أواخر شهر آب الماضي، نشرت شبكات محلية موالية تسجيلاً قالت إنه يوثّق قيام عميد كلية الآداب بجامعة البعث نزار محمد عبشي بممارسات غير أخلاقية مع إحدى الطالبات، كما نشرت وثائق تؤكد ترفّعها للسنة الرابعة قسم اللغة الإنكليزية وحصولها على علامات مرتفعة في مواد غاية في الصعوبة كـ “النقد الأدبي 2” و”الأدب المقارن 2″.
وخلال السنوات الماضية، تراجع تصنيف الجامعات السورية بشكل مُخيف على سلم الترتيب العالمي للجامعات، على خلفية هروب عشرات الآلاف من الكفاءات السورية (علمياً وأخلاقياً) خارج البلاد، بعد الحرب التي شنتها ميليشيا أسد على الشعب السوري، حين نادى بتغيير النظام سلمياً ربيع عام 2011.
اورينت نت