بعد تصريحها.. زعيم عربي يتحرك للحل في سوريا ويقول أنه يجب أن يرضي الشعب
قال العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني، إن المملكة تواصل الدفع باتجاه حل سياسي للأزمة السورية.
وأضاف الملك الأردني في اجتماع ضم عدداً من الشخصيات السياسية في البلاد، أمس الأحد، أن الأردن يريد حلاً يحفظ وحدة سوريا أرضاً وشعباً ويضمن العودة الطوعية والآمنة للاجئين، بحسب وكالة الأنباء الأردنية “بترا”.
ولفت إلى دور قوات الجيش الأردني في التصدي لتهريب المخدرات والتي يأتي معظمها عبر الحدود السورية.
وقال الملك إن الأردن يتعاون مع مصر والعراق لبناء شراكات اقتصادية تنعكس نتائجها على المنطقة وتسهم في تحسين الأوضاع الاقتصادية.
وجاء حديث الملك بعد أيام قليلة من تصريحات وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي أدلى بها لصحيفة “ناشيونال” الإماراتية، قال فيها إن بلاده تحشد من أجل “دعم دولي وإقليمي لعملية سياسية يقودها العرب”، لإنهاء الحرب في سوريا.
وكانت الإدارة الأميركي أكدت رفضها لأي محاولة تسعى إلى تحسين العلاقات مع النظام السوري أو التطبيع معه، بالرغم من تراجع الاهتمام الأميركي بالملف السوري في ظل انشغال إدارة الرئيس جو بايدن بملفات دولية أخرى على رأسها الحرب الروسية على أوكرانيا، والصين، وغيرها من الملفات الأخرى.
ونقلت صحيفة “العربي الجديد” عن مسؤول في الخارجية الأميركية، فضّل عدم الكشف عن اسمه، قوله إن الحكومة الأميركية “لا تدعم جهود إعادة تأهيل النظام السوري أو رئيسه بشار الأسد، ولن تقدم الولايات المتحدة على تحسين علاقاتها الدبلوماسية مع النظام”.
دولة عربية: بدأنا التحرك للحل في سوريا ولن نقبل بهذا الوضع وندعو الجميع للمساعدة العاجلة
أعلن وزير خارجية الأردن، أيمن الصفدي، أن بلاده “تحشد الدعم الإقليمي والدولي لعملية سياسية يقودها العرب لإنهاء الحرب في سوريا”، داعياً الدول العربية إلى اتباع “نهج تدريجي” وتولي قيادة حل الصراع في سوريا.
وفي مقابلة مع صحيفة “ذا ناشيونال” على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، قال الصفدي إن عمان تدعو إلى “دور عربي جماعي لإنهاء الأزمة السورية بالتنسيق مع الأصدقاء والشركاء”، مضيفاً “علينا كعرب أن نتولى دورنا في الجهود المبذولة لإنهاء الكارثة السورية”.
خريطة طريق لتسوية تفاوضية
وذكر الصفدي أن العملية السياسية التي يحشد لها الأردن “تستند إلى قراري الأمم المتحدة 2254 و2642، اللذين يضعان خريطة طريق لتسوية تفاوضية، بالإضافة إلى تصاريح المراقبة وتسليم المساعدات الإنسانية إلى سوريا”، مشيراً إلى أن المبادرة الأردنية ستشمل المملكة العربية السعودية ودولاً أخرى.
وفيما يتعلق بموقف الولايات المتحدة من النظام السوري وتأثير العقوبات على المبادرة الأردنية، قال الصفدي إنه “متفائل بحذر بإمكانية التغلب على مثل هذه العقبات”، مضيفاً “أستطيع القول بأن الجميع يريد أن يرى نهاية الأزمة السورية، والجميع منفتح على أي آلية يمكنها إنهاء هذه الأزمة”.
لا يمكننا التعايش مع سياسات الوضع الراهن
وأوضح وزير خارجية الأردن أنه “في السنوات القليلة الماضية، لم تكن هناك عملية حقيقية لمعالجة الأزمة السورية”، مشيراً إلى أنها “كانت سياسة وضع راهن، ولا يمكننا التعايش مع سياسات الوضع الراهن”.
وأضاف الصفدي أن “العواقب المدمرة للأزمة السورية مستمرة، فالاقتصاد يعاني، ويعيش ملايين السوريين تحت خط الفقر، ولا يستطيع اللاجئون العودة إلى بيوتهم”، لافتاً إلى أنه “نريد أن نرى كيف يمكننا تسريع مشاريع التعافي المبكر وفق القرار 2642”.
تهريب المخدرات تحدّ كبير للأردن
وعن قضية تهريب المخدرات إلى الأردن عبر الحدود السورية، قال الصفدي “نحن قلقون للغاية من الوضع في الجنوب السوري، وبحاجة للاستقرار هناك”، مشيراً إلى أن “خطر تهريب المخدرات يشكل تهديداً كبيراً لنا”.
وأشار وزير خارجية الأردن إلى أنه التقى نظيره الإيراني، حسين أمير عبد اللهيان، وناقش معه قضية تهريب المخدرات ودور الميليشيات الإيرانية بذلك، مؤكداً أن تهريب المخدرات من سوريا “تحدٍّ كبير للأردن”.
ورداً على سؤال حول محادثات الأردن ومصر لإيصال الغاز والكهرباء إلى لبنان عبر سوريا، قال الصفدي إن “الاتفاق اكتمل، لكن بانتظار موافقة الولايات المتحدة واستثناء الصفقة من العقوبات، بالإضافة إلى موافقة بيروت على إصلاحات البنك الدولي”.
وكالات