مسؤول عربي: ابتعدوا عن هذا بشار لن ينفعكم وتذكروا الماضي
انتقد قائد أكبر الكتل النيابية اللبنانية وأحد أكبر الأحزاب المسيحية، زيارة وفد من البرلمانيين العرب أمس لمتزعم النظام في سوريا بشار الأسد، معتبراً أنه من المخزي لهم استغلال كارثة الزلزال للقيام بمثل هذا العمل.
وفي منشور له على فيسبوك قال رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع: إن الوفد البرلماني تجاهل حقيقة أن الزلزال بالرغم من تسببه بمقتل نحو 7 آلاف سوري إلا أن الأسد وميليشياته قد قتلوا مئات الآلاف.
وأشار جعجع إلى أن بعض هؤلاء البرلمانيين يتذرّع بوجوب إعادة سوريا للحضن العربي للتخلص من الهيمنة الإيرانية على المنطقة، لكنه لا يعلم بأن السوريين كانوا وسيبقون دائماً في الحضن العربي، لكن الأسد ونظامه لن يتخلوا عن إيران التي هي سبب بقائهم.
وأكد رئيس حزب “القوات اللبنانية” أن السلطة اليوم بسوريا هي في يد الإيرانيين، وبالتالي من يقوم بالتطبيع معها فهو بالتالي يطبِّع مع إيران وليس مع الشعب السوري، مضيفاً أنه إذا كان البعض معجباً بالأسد فهذا شأنه، لكن لا يحقّ له أن يسوِّق له لإعادة تأهيله من جديد.
ولفت إلى أن ما قام به وفد البرلمانيين العرب من لقائه الأسد قد يزيد من إحباط الشعب السوري الذي يعاني الأمرّين، كما يُشعره هذا الأمر ليس فقط بغياب المرجعية العربية، بل وبتآمرها عليه أيضاً.
وأوضح جعجع أن التضامن مع السوريين في مصابهم الكبير ليس عبر التطبيع مع الأسد مرتكب كبرى الانتهاكات بحق المدنيين والتي تفوق ببشاعتها الزلزال الأخير، ولكن في إنقاذ هذا الشعب من ذلك النظام.
ناشطون: لا لإعادة تأهيل الأسد
وفي سياق رفض التطبيع والمصالحة مع الأسد وميليشياته المجرمة، قام العديد من الحقوقيين السوريين بكتابة عريضة وقع عليها نحو ألفي ناشط، رفضوا من خلالها ما تقوم به أطراف عربية لإعادة الأسد إلى الجامعة العربية ومؤسساتها وخاصة بعد إدانته دولياً بجرائم ضد الإنسانية شملت القتل واعتقال مئات آلاف السوريين وتهجير الملايين قسراً.
كما شملت انتهاكاته حصار المدن والقرى وتدمير ثلث الحواضر السورية وقصف المشافي والمدارس والمباني السكنية إضافة لقصف المدنيين بالسلاح الكيماوي، وغيرها من الجرائم ضد الإنسانية.
وبيّن الحقوقيون أن مطالب إعادة الأسد للجامعة العربية، لا تتضمن أي شروط مثل التي تطالب بها الدول الديمقراطية كإطلاق سراح المعتقلين ووقف الملاحقات الأمنية واستقلال القضاء وإجراءات العدالة وإطلاق الحريات، وعودة طوعية وكريمة للاجئين وإطلاق عملية سياسية جادة بناء على قرارات الأمم المتحدة.
وأوضحوا أن إعادة المدانين بجرائم ضد الإنسانية إلى المؤسسات الإقليمية ورفع العقوبات عنهم، تشكّل خطراً على المدنيين بسوريا وفي غير سوريا، وستؤدي لزيادة الجرائم ضد الإنسانية.
وكان وفد برلماني عربي زار أمس دمشق بزعم التضامن مع متضرري الزلزال الذي ضرب شمال غرب سوريا في السادس من الشهر الحالي، والتقى بشار الأسد حيث أكدوا أن الموقف العربي داعم لعودة سوريا لمحيطها العربي في مسعى منهم لإعادة تأهيل الاسد مجددا رغم كل المجازر التي ارتكبها.