بعد اجتماعهم مع القيادة السورية الجديدة.. مسؤلان أمريكيان يكشفان مادار في اللقاء
شهدت الأسابيع الأخيرة تصعيدًا ملحوظًا في التحركات الأمريكية للتواصل مع السلطات السورية الجديدة على الأرض، من خلال مبادرات قادها مكتب التحقيقات الفيدرالي والسفير روجر كارسون، المبعوث الرئاسي لشؤون الرهائن. تأتي هذه الجهود في إطار التزام الولايات المتحدة بالكشف عن مصير مواطنيها المفقودين في سوريا، ومن بينهم الصحفي أوستن تايس وآخرون فقدوا في ظل النظام السابق.
خلال مؤتمر صحفي عبر الهاتف، أوضح السفير الأمريكي روجر كارسون ومساعدة وزير الخارجية لشؤون الشرق الأدنى باربرا ليف، أن واشنطن أرسلت مسؤولين إضافيين إلى دمشق لدعم عمليات البحث عن المفقودين. وأكد المسؤولون تعزيز التعاون مع الشركاء المحليين لضمان تحقيق تقدم ملموس.
دعم سوري لبناء مجتمع أكثر شمولًا
صرحت باربرا ليف بأن الولايات المتحدة ترى في المرحلة الحالية فرصة سانحة للسوريين لبناء مجتمع يتميز بالحرية والشمول، بما يتناسب مع الدور الإقليمي والدولي الذي تطمح إليه سوريا. كما أشارت إلى نقاشات أجرتها مع أحمد الشرع حول شروط رفع العقوبات الأمريكية، مؤكدةً أن تخفيف العقوبات مرتبط بتحقيق تقدم ملموس نحو الديمقراطية.
وأضافت ليف أن الخارجية الأمريكية أوقفت المكافأة التي كانت قد أعلنت عنها للإبلاغ عن أحمد الشرع، في خطوة قد تعكس تغيرًا في طبيعة العلاقة مع السلطات السورية الجديدة.
خطوات ملموسة للبحث عن المفقودين
أكد السفير كارسون أن الجهود المبذولة للكشف عن مصير السجناء والمختفين قسرًا تشمل التعاون مع منظمات غير حكومية ووسائل إعلام وشركاء محليين. وأشار إلى أن المرحلة القادمة ستشهد عمليات بحث في مواقع جديدة بالتعاون مع السلطات السورية المؤقتة.
وأوضح كارسون أن التركيز لا ينحصر على قضية الصحفي أوستن تايس، بل يشمل أيضًا مواطنين أمريكيين آخرين، مثل الضابط كامال ماس الذي فُقد في عام 2017، مؤكدًا أن الهدف الأساسي هو التحقق من مصيرهم وضمان عودتهم إلى وطنهم.
التزام أمريكي بدعم الاستقرار
خلال اجتماعها مع ممثلين عن الإدارة السورية الجديدة، أعربت باربرا ليف عن انطباع إيجابي حول اللقاءات التي جمعتها بالسوريين، مؤكدة أن الوقت الحالي يمثل فرصة لتجاوز التحديات التي واجهتها البلاد.
وأضافت أن الولايات المتحدة ملتزمة بدعم الاستقرار السياسي والاقتصادي في سوريا، بما يُسهم في تحقيق التعافي من سنوات الحرب وسوء الإدارة.
مكافحة الإرهاب وتحقيق الاستقرار
ناقش المسؤولون الأمريكيون قضايا تتعلق بمكافحة الإرهاب وضمان عدم تشكيل الجماعات المتطرفة تهديدًا داخليًا أو خارجيًا. كما تم التطرق إلى دعم السيادة السورية وتحقيق الاستقرار الاجتماعي والاقتصادي، بالتعاون مع الشركاء الإقليميين والدوليين خلال اجتماعات عُقدت في الدوحة والعقبة.
رؤية لمستقبل سوريا
اختتم المسؤولون الأمريكيون مداخلاتهم بالتأكيد على التزام واشنطن بدعم سياسات تُعزز التعافي الاقتصادي والشمول السياسي في سوريا. وأعربوا عن أملهم في تمكين جميع السوريين، رجالًا ونساءً، من المشاركة في بناء مستقبل البلاد على أسس الحرية والديمقراطية.