قالت وكالة “رويترز” إن مبعوثين من الولايات المتحدة وفرنسا وألمانيا حذروا قادة الإدارة الجديدة في سوريا من أن تعيين جهاديين أجانب في مناصب عسكرية عليا يمثل مصدر قلق أمني ويضر بسمعتهم بينما يحاولون بناء علاقات مع الدول الأجنبية.
ونقلت الوكالة عن مسؤول أمريكي أن التحذير الأمريكي جاء كجزء من جهود غربية لدفع القادة الجدد في سوريا إلى إعادة النظر في هذه الخطوة، خلال اجتماع بين المبعوث الأمريكي دانييل روبنستين وقائد الإدارة السورية الجديدة أحمد الشرع، يوم الأربعاء، في القصر الرئاسي المطل على دمشق.
وقال المسؤول: “هذه التعيينات لن تساعدهم في تحسين سمعتهم لدى الولايات المتحدة”.
كما أثار وزيرا خارجية فرنسا وألمانيا، جان نويل بارو وأنالينا بيربوك، قضية المقاتلين الأجانب الذين تم دمجهم في الجيش خلال لقائهما مع الشراع في الثالث من كانون الثاني، بحسب مسؤول مطلع على المحادثات.
مسؤولو الإدارة السورية الجديدة يصرحون
قال مسؤولون في الإدارة السورية الجديدة إن المقاتلين الأجانب الذين قدموا تضحيات للإطاحة بالأسد سيكون لهم مكان في سوريا، مع إمكانية منحهم الجنسية.
ولم ترد وزارة الدفاع السورية على طلب للتعليق، كما رفضت وزارة الخارجية الألمانية التعليق.
وقال متحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية إن واشنطن تجري حواراً مستمراً مع السلطات المؤقتة في دمشق.
وأضاف: “المناقشات كانت بناءة وشملت مجموعة واسعة من القضايا المحلية والدولية”، مشيراً إلى إحراز “تقدم ملموس” في أولويات مكافحة الإرهاب، بما في ذلك تنظيم داعش.
وقال مسؤول أمريكي ومصدر غربي إن دمشق بررت تعيين المقاتلين الأجانب بالقول إنه لا يمكن ببساطة إعادتهم إلى أوطانهم أو دول أخرى، حيث قد يواجهون الاضطهاد، وإنه من الأفضل إبقاؤهم في سوريا.
وأوضح المسؤول الأمريكي أن السلطات أشارت أيضاً إلى أن هؤلاء ساعدوا في تحرير سوريا من الأسد، وأن بعضهم يعيش في البلاد منذ أكثر من 10 سنوات، وأصبحوا جزءاً من المجتمع.
معارضة للتعيينات
وفق الوكالة، أعرب دبلوماسيون أمريكيون وأوروبيون وعرب، خاصة من مصر والأردن، عن معارضتهم لهذه التعيينات، خشية أن ترسل إشارات مشجعة للجهاديين العابرين للحدود.
ويقول دبلوماسيون ومحللون يركزون على الشأن السوري إن حكام البلاد الجدد يواجهون تحدياً يتمثل في تحقيق توازن بين مصالح ومطالب العديد من الفصائل، بما في ذلك المقاتلون الأجانب، وبين متطلبات القوى الغربية والعربية التي يحتاجون دعمها لإعادة إعمار البلاد
وقال آرون زيلين، زميل بارز في معهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى، إن المنطق وراء تعيين المقاتلين الأجانب في المناصب العسكرية هو الثقة والولاء، بالإضافة إلى أن حكام سوريا الجدد يريدون منعهم من إثارة المتاعب في البلاد أو خارجها.
وتابع: “ربما يكون هذا طريقاً وسطاً يرضي الجميع، على أمل أن يؤدي إلى استقرار داخلي وعدم حدوث شيء خارج البلاد، مع اندماجهم في المجتمع السوري”. لكنه أشار أيضاً إلى أن المخاطر المحلية والمخاوف العالمية ستظل قائمة.