قدّم مدير الدفاع المدني السوري “الخوذ البيضاء”، رائد الصالح، اعتذاره للسوريين عقب إزالة صور المعتقلين والمفقودين من ساحة المرجة بدمشق، وذلك خلال حملة “رجعنا يا شام”.
وقال الصالح: “أهلي السوريين وذوي المفقودين والمغيّبين قسراً، أعتذر شديد الاعتذار باسمي وباسم الدفاع المدني السوري، من كل أب وأم وزوجة وأخ وأخت وطفل، ومن كل سوري وسورية، عن التصرف الذي حصل خلال حملة رجعنا يا شام بإزالة خاطئة وغير مناسبة أبداً لصور المفقودين والمعتقلين الملصقة على النصب التذكاري بساحة المرجة في مدينة دمشق، رغم أنها تعرضت للتلف بسبب العوامل الجوية”.
وأكد الصالح، في تغريدة على منصة “إكس”، أن “المفقودين والمختفين قسراً هم قضيتنا، هم جزء من أرواحنا ووجداننا وذاكرتنا، ولم ولن ننساهم أو نتخلى عنهم”، كما أوضح أن الدفاع المدني يعمل على تجهيز لوحات مخصصة في دمشق ومدن سورية أخرى لتخليد ذكراهم، لتكون مكاناً مناسباً لصورهم بطريقة تليق بتضحياتهم وإنسانيتهم ومكانتهم.
وأشار إلى أن الدفاع المدني مستمر بالتعاون مع المنظمات الدولية والجهات المعنية لحماية المقابر الجماعية والسجون خلال هذه المرحلة، بهدف تحويل الأرقام في المقابر الجماعية إلى أسماء، وكشف مصير المفقودين، ومحاسبة مرتكبي جرائم الاعتقال والتعذيب بحقهم.
حملة “رجعنا يا شام”
أطلقت 36 مؤسسة ومنظمة سورية وفريق تطوعي وفعالية اقتصادية ومحلية وناشطين، في 18 كانون الثاني الجاري، حملة في دمشق تحت شعار “رجعنا يا شام”، بهدف تنفيذ أعمال خدمية وتجميلية في المدينة.
ووفقاً لبيان انطلاقة الحملة، فإنها تهدف إلى “إعادة الروح لمدينة دمشق من خلال أعمال خدمية وتجميلية، وتعزيز روح التعاون والمبادرة والعمل التطوعي في المجتمعات السورية، مع إبراز قدرة المجتمع المدني على التغيير الإيجابي، وإيصال رسالة سلام ومحبة على أمل إعادة إعمار سوريا من جديد”.
وتشمل الحملة أنشطة خدمية مثل ترحيل تجمعات القمامة من المناطق الحيوية، وفتح الطرقات المغلقة لتسهيل حركة المدنيين، وإزالة السيارات المدمرة من الشوارع، بالإضافة إلى تجميل بعض الدوارات وتنظيف بحرات المياه، وتقليم وتجميل الأشجار، وإزالة التلوث البصري، ورسم جداريات ولوحات بهوية وطنية، وزراعة الأشجار والنباتات.
يشار إلى أنه خلال الحملة جرى إزالة صور المفقودين والمعتقلين التي علقها ذويهم في ساحة المرجة بدمشق أملاً في العثور على معلومات عنهم، الأمر الذي أثار حفيظة السوريين واستنكارهم.